يكافح عالم الشركات الإجهاد المناخي من خلال تقديم حلول فعالة لتخفيض انبعاثات الكربون والحد منها.
التأثير النفسي لتغير المناخ
كل يوم، ينشر "كوشال جايرام" صاحب وسيلة إعلامية ومقرها دلهي، خلاصات إخبارية عن تغير المناخ، سواء كان ذلك حريقاً في غابة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، أو انهيار نهر جليدي في القارة القطبية الجنوبية أو ارتفاع درجات الحرارة في مكان آخر، فقد جعلته هذه الأحداث قلقاً لدرجة أنها بدأت أيضاً في التأثير على روتينه اليومي.
بدأ خبير التسويق البالغ من العمر 34 عاماً بحمل زجاجة ماء إلى العمل وحقيبة قماش خاصة به للتسوق، أو استخدام وسائل النقل العام أو المترو من دلهي إلى مكان عمله في جوروجرام ويمشي لمسافة 1.5 كيلومتر تقريباً حتى لا يستخدم السيارة، ويقول: "لقد بدأت العام الماضي مع ارتفاع موجات الحر واستغرقت شهوراً للوصول إلى هذا التغيير، لكن التوتر والقلق كانا حقيقيين".
ما هو القلق المناخي ؟
وفي حين أن عادة جايرام اليومية جيدة، إلا أنه ضحية "القلق البيئي" أو "القلق المناخي"، وهو مصطلح مرتبط بالضيق المتعلق بآثار الأزمات البيئية ذات التداعيات المعقدة على الصحة البدنية والعقلية، وتقول جامعة هارفارد على أن هذا النوع من القلق ينتج بسبب عدم اليقين بشأن المستقبل وتنبيهنا إلى مخاطر تغير المناخ.
يؤثر القلق البيئي فقط على أولئك الذين يدركون الأزمات ويعملون من أجل الحفاظ على البيئة وإجراء تغييرات سلوكية مثل توفير الوقود والطاقة وشراء العناصر المستعملة لمحاربة أنماط الحياة عالية الكربون.
تأثيرات القلق البيئي على البشر
على المستوى العالمي، دقت الأزمة ناقوس الخطر بالنسبة للعلماء، ويُظهر أحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC التابعة للأمم المتحدة صورة قاتمة للعالم الذي يتعامل مع أزمة المناخ، حيث لم يتم فعل الكثير لتحقيق أهداف الوصول إلى صفر انبعاثات، ويؤكد التقرير على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات أكثر طموحاً، وإذا تحركنا الآن، فلا يزال بإمكاننا تأمين مستقبل قابل للعيش ومستدام للجميع، لكن وتيرة وحجم ما تم إنجازه حتى الآن والخطط الحالية غير كافية لمعالجة تغير المناخ.
لا يمكن تجاهل جميع تحذيرات العلماء لأن القلق البيئي المتزايد بشأن تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الناس والأمم، وهي أسباب كافية لإثارة التوتر والقلق المفرطين، لكن هل فعلنا حقاً ما يكفي لتجنب هذه الأزمة؟
تأثير الأزمات المناخية على الصحة العقلية
كانت بعض الأحداث مثل حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات هي أكثر العواقب فتكاً لتغير المناخ في السنوات القليلة الماضية، حيث أصبحت موجات الحر وهطول الأمطار شائعة الآن في جميع أنحاء العالم، وسجلت الهند وإسبانيا والولايات المتحدة أرقاماً قياسية مؤقتة في درجات حرارة عالية بشكل استثنائي تتراوح بين 40 و 47.2 درجة مئوية.
ووفقاً لتقرير البنك الدولي بعنوان "فرص الاستثمار المناخي في قطاع التبريد في الهند"، سيشهد العالم موجات حرارة يمكن أن تصل إلى أقصى حدود بقاء الإنسان.
بطبيعة الحال، وجد أن الإجهاد البيئي شائع بين الشباب، وفي استطلاع حديث أجرته الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، أفاد ما يقرب من ثلاثة أرباع 73٪ من تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عاماً أن أزمة المناخ كان لها تأثير سلبي على صحتهم العقلية، مقارنة بـ 61٪ من باقي الناس في المملكة المتحدة، وارتفعت الأرقام بشكل مستمر منذ عام 2020.
المصدر: فايننشال اكسبرس