الألم الليفي العضلي مرتبط باضطراب الخلايا المناعية

علوم

اكتشاف سبب جديد للإصابة بالألم الليفي العضلي من خلال الخلايا المناعية

30 نيسان 2023 15:56

اكتشف العلماء نوعاً من الخلايا المناعية التي تهاجم الخلايا العصبية، واكتشفوا سبباً محتملاً للألم العضلي الليفي "فيبروميالغيا" في نموذج حيواني للمرض.

الألم الليفي العضلي

يتميز الألم العضلي الليفي بألم مزمن واسع الانتشار ومنهك، ويُعتقد أنه ينجم عن عملية تُعرف باسم التحسس المركزي، وهي العملية التي يقوم فيها الجهاز العصبي المركزي للجسم عن طريق الخطأ بتضخيم الإشارات العصبية التي تمر عبر الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى توعية الشخص بكمية كبيرة من الألم في حلقة ردود الفعل المترابطة.

لكن فهمنا للمرض، الذي يصيب النساء في الغالب، يتغير بسرعة مع الأبحاث الجديدة، كما أشارت الدراسات إلى تغييرات في الجهاز العصبي المحيطي أيضاً.

الألم الليفي العضلي مرتبط باضطراب الخلايا المناعية

قامت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021 بحقن الأجسام المضادة من الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي إلى الفئران، مما أدى إلى زيادة حساسية حيوانات الاختبار للألم، وقدمت نتائج التحقيق دليلاً إضافياً على أن الألم الليفي العضلي هو اضطراب في المناعة الذاتية، أو على الأقل حالة تلعب فيها الخلايا المناعية دوراً رئيسياً.

كتب فريق البحث بقيادة عالمة الأحياء الجزيئية والخلوية "سارة كاكساريا" من جامعة كوين ماري بلندن: "تُظهر الأدلة المتزايدة تفاعلاً معقداً ثنائي الاتجاه بين الخلايا المناعية والخلايا العصبية الحسية".

وباستخدام نهج مماثل لدراسة عام 2021، أدخل الباحثون خلايا مناعية تسمى العدلات "إحدى أنواع الخلايا المناعية التي تتصدى لمسببات الأمراض" تم أخذها من مرضى الألم العضلي الليفي إلى الفئران.

أصبحت الحيوانات التي كانت سليمة حساسة للألم فقط مع وجود العدلات البشرية المنتشرة في نظامها، ولكن ليس عند حقن الأجسام المضادة أو المصل أو الخلايا المناعية الأخرى من مرضى الألم العضلي الليفي أو خلايا من متطوعين أصحاء.

تشارك العدلات عادةً في الاستجابة المناعية الفطرية، وهي خط دفاع الجسم الأول ضد مسببات الأمراض الغازية، ويمكن اعتبارها قوات هجوم سريع وغير محدد، حيث تهاجم أي متسللين عند ظهور العلامات الأولى للعدوى.

الألم الليفي العضلي مرتبط بارتفاع العدلات في الدم

ووجدت الأبحاث عدداً كبيراً بشكل مدهش من العدلات في مجرى الدم لمرضى الألم العضلي الليفي، إلى جانب المستويات المرتفعة من العدلات السيتوكينية الالتهابية.

لا تتواجد العدلات عادة داخل أنسجة الجهاز العصبي إلا في حالات الإصابة أو المرض، ومع ذلك، وفي سلسلة من تجارب التصوير، شوهدت العدلات البشرية التي تم جمعها من مرضى الألم العضلي الليفي تغزو حزم الأعصاب الحسية التي تسمى العقد في الجهاز العصبي المحيطي للحيوان.

كان هذا الغزو سريعاً، حيث أصبحت خلايا النخاع الشوكي لدى الفئران شديدة الاستجابة للمنبهات المؤلمة في غضون ساعة واحدة فقط من وصول الخلايا البشرية إلى مجرى الدم. 

المصدر: مجلة PNAS