دور المساعدات الأوروبية في صمود أوكرانيا

أخبار

برامج التدريب والإرشاد التي قدمتها الدول الأوروبية للقوات الأوكرانية غيرت مسار الحرب الروسية

11 أيار 2023 16:25

خلال معظم عام 2022، لاحظ الكثيرون أن ألمانيا تباطأت في إمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة الحديثة واستغرقت شهوراً لتقبل بإرسال الدبابات، وأعرب آخرون عن قلقهم من أن بعض الدول الأوروبية التي تواجه ارتفاع تكاليف الطاقة وضغوط اقتصادية أخرى قد تحد من دعمها لأوكرانيا وبالتالي ستضغط من أجل التوصل إلى سلام تفاوضي مع موسكو، وحتى الآن، وعلى الرغم من التدفق المستمر للأسلحة والمساعدات إلى أوكرانيا، يقترح بعض المعلقين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يراهن على أن أوروبا تترنح وأنه يمكنه ببساطة الصمود أكثر من شركاء كييف الغربيين.

دور المساعدات الأوروبية في صمود أوكرانيا

ولكن من خلال التركيز على الأسلحة والمساعدات، فإن مثل هذه التقييمات تتجاهل المدى الكامل للجهود الأوروبية في أوكرانيا، حيث تستحق الولايات المتحدة الفضل في تقديمها حوالي نصف ما وصل مجموعه إلى 156 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والإنسانية والعسكرية التي تلقتها أوكرانيا في الأشهر الـ 12 الأولى من الصراع، ومع ذلك، فإن المساعدات والمعدات، على الرغم من أهميتها، ليست كافية لتفسير نجاح أوكرانيا في ساحة المعركة: فقد اعتمد هذا النجاح بمعظمه على جودة وتدريب القوات الأوكرانية، وفي هذا الصدد، تمكنت أوروبا بشكل خاص من لعب دور حاسم، ففي عام 2022، على سبيل المثال، دربت المملكة المتحدة حوالي 10000 جندي أوكراني، بينما دربت الولايات المتحدة حوالي 3100 جندي فقط، وباستثناء النمسا، قدمت كل دولة في الاتحاد الأوروبي، وحتى سويسرا، شكلاً من أشكال المساعدة القاتلة أو غير القاتلة والتدريب للجيش الأوكراني منذ بدء الحرب.

جهود الدول الأوربية في مجال تدريب القوات الأوكرانية

في الواقع، تعتمد هذه الجهود الأوروبية على برامج التدريب والإرشاد التي قدمتها دول الناتو إلى أوكرانيا قبل بدء الحرب: بين عامي 2014 و 2022 قامت كندا، ليتوانيا، بولندا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب عشرات الدول الغربية الأخرى، بتدريب القوات الأوكرانية وتقديم المشورة بشأن مجموعة متنوعة من المهارات، من القيادة القتالية إلى التخطيط العملياتي، كما ساعد مستشارو الناتو أيضاً في بناء قوات خاصة أوكرانية للوفاء بمعايير الناتو، وأعطت هذه المبادرات ثمارها: فعلى عكس عام 2014، عندما كان الأوكرانيون غير منظمين ويفتقرون إلى التدريب الحديث لمواجهة استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم والحرب الأولية في دونباس، نجحت القوات الأوكرانية في إحباط الغزو الروسي عام 2022 ودافعت منذ ذلك الحين عن الكثير من الأراضي الأوكرانية، ومن أجل القيام بذلك، استخدموا تكتيكات حرب غير نظامية ساعدهم المستشارون الغربيون على تنفيذها لإيقاف القوات الروسية قبل الوصول إلى كييف بالإضافة إلى تكتيكات أكثر تقليدية تعتمد على القوة العسكرية والانضباط لوقف الهجوم الروسي في الجزء الشرقي من البلاد. 

المصدر: صحيفة فورين أفيرز