واشنطن تتهم جنوب إفريقيا بتزويد روسيا بالأسلحة

أخبار

جنوب إفريقيا ستدفع الثمن بسبب طريقة تعاملها مع الاتهامات بتزويد روسيا بالأسلحة

15 أيار 2023 19:59

قد تكلف الحسابات الخاطئة لجنوب إفريقيا، في التعامل مع الاتهامات بتزويد روسيا بالأسلحة، ثمناً غالياً.

واشنطن تتهم جنوب إفريقيا بتزويد روسيا بالأسلحة

أثار المؤتمر الذي عقده سفير الولايات المتحدة روبن بريجيتي في 11 أيار خلافاً دبلوماسياً حاداً بين واشنطن وبريتوريا، وخاصة بسبب الاتهام بأن جنوب إفريقيا حملت أسلحة على متن سفينة روسية خاضعة للعقوبات في شهر كانون الثاني 2022، والذي يمكن أن يغير العلاقات بين البلدين بشكل أساسي.

كما يمثل الاتهام خروجاً عن النهج الدبلوماسي المهذب الذي اتسمت به العلاقات الأمريكية مع جنوب إفريقيا سابقاً، ولكن في خضم الجدل السياسي، يتمحور السؤال الأكبر حول التداعيات الاقتصادية المحتملة وما هو على المحك.

تداعيات اتهام جنوب إفريقيا بتزويد روسيا بالأسلحة

القناة الأولى والأكثر وضوحاً لآثار الاتهام هي في الأسواق المالية، ففي أعقاب هذه الأخبار، انخفض الراند إلى أدنى مستوى قياسي له عند 19.51 مقابل الدولار، كما خسرت السندات الجنوب أفريقية 1٪ من قيمتها خلال نفس اليوم، بشكل غير متزامن مع نظرائهم في الأسواق الناشئة الأخرى، حيث تعاني الأسواق بالفعل من مخاوف بشأن إمدادات الكهرباء وضعف النمو، وقد أضافت علاوة المخاطر الجيوسياسية إلى القضايا الاقتصادية المهمة بالفعل.

توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا

الرسالة الأميركية إلى سلطات جنوب إفريقيا واضحة: الإجراءات لها عواقب، وباعتباره اقتصاد صغير ومفتوح وعرضة للتطورات العالمية، فإن معنويات المستثمرين مهمة بالنسبة لاقتصاد جنوب افريقيا، وفي الواقع، توظف الأسواق نسختها الخاصة من طريقة الجزرة والعصا، حيث وجدت جنوب إفريقيا نفسها في مرمى النيران بسبب الخلل الوظيفي المحلي، ويمكن إخفاء مثل هذه القضايا في بيئة خارجية داعمة، ولكن مع تزايد الرياح المعاكسة، بما في ذلك السياسة النقدية المتشددة للولايات المتحدة والتوترات الجيوسياسية والمشاعر السلبية تجاه المخاطرة في الأسواق الناشئة، فإن هذه القضايا ستتضخم.

العلاقات بين روسيا وجنوب إفريقيا

من المرجح أن يتم التحدث عن هذه القضايا في قمة روسيا وأفريقيا في تموز المقبل وقمة البريكس "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا" في شهر آب، ويمكن أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة جنوب إفريقيا، وفي هذه المرحلة، قد تقرر الولايات المتحدة ما إذا كانت ستطبق سياسة "العصا" أكثر من سياسة "الجزرة".

جنوب إفريقيا على المحك

يجب أن تحدد جنوب إفريقيا ما إذا كان المساس بالاستثمار الأمريكي والتمويل والوصول التجاري يستحق هذا الموقف من الشركاء الآخرين، ولذلك، قد نجد جنوب أفريقيا تتوجه إما إلى الجانب الروسي الصيني بشكل كامل أو أنها ستضطر إلى التخلي بشكل كامل عن هؤلاء، ولذلك تجد جنوب أفريقيا نفسها في لعبة روليت روسية خطيرة للغاية. 

المصدر: موقع This is Africa