منظمة الصحة العالمية تحذر من ارتفاع متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية خلال السنوات المقبلة

السنوات الخمس المقبلة ستكون الأكثر دفئاً على الإطلاق

قد يكون هذا التقرير، الذي تم نشره قبل الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر العالمي في دبي، بمثابة جرس إنذار لقادة العالم بشأن الوتيرة السريعة لتغير المناخ.

خلص التقرير الجديد، الذي يستند إلى نمذجة الكمبيوتر ومدخلات المتنبئين بالمناخ من مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة ووكالات أخرى، إلى أنه من شبه المؤكد أن واحدة من السنوات الخمس المقبلة ستكون الأكثر دفئاً على الإطلاق.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO إلى أن فترة الخمس سنوات من 2023 إلى 2027 من شبه المؤكد أن تكون الفترة الأكثر دفئاً منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في منتصف القرن التاسع عشر.

ظاهرة النينيو

وتشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى احتمال حدوث ظاهرة النينيو كأحد الاحتمالات القوية، وذلك كنتيجة مباشرة لارتفاع متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية بالفعل، وفي حين أن ظاهرة النينيو تحدث بشكل طبيعي، إلا أنها يمكن أن تضخم تغير المناخ الذي يسببه الإنسان عن طريق إضافة المزيد من الحرارة إلى المحيطات والغلاف الجوي.

على سبيل المثال، كان عام 2016 هو صاحب الرقم القياسي الحالي لأدفأ عام، والذي تزامن مع ظاهرة النينيو القوية.

تحذير بشأن ارتفاع درجات الحرارة العالمية

كما صرحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن احتمال تجاوز 1.5 درجة مئوية، وإن كان لفترة وجيزة، قد ارتفع بسرعة في السنوات الأخيرة، من ما يقرب من الصفر في عام 2015 إلى 10 ٪ بين 2017-2021، وكان الاحتمال الوارد في العام الماضي للفترة حتى عام 2026 هو 50٪، حيث يشير هدف باريس إلى متوسط طويل الأجل لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية في السنة الفردية.

لكن مدير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية توقع أن العالم سيشهد قريباً متوسط درجات حرارة عالمية يتجاوز 1.5 درجة بشكل أكثر تكراراً.

وقال الأمين العام للمنظمة "بيتيري تالاس" في بيان: "أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدق ناقوس الخطر بأننا سنخترق مستوى 1.5 درجة مئوية على أساس مؤقت وبتواتر متزايد".

تأثير تغير المناخ على درجات الحرارة

وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة جديدة لتحديد أسباب ظواهر المناخ المتطرفة السابقة، والتي ركزت على الموجة الحارة التي حدثت في شهر نيسان في آسيا أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان جعل احتمالية حدوث ظاهرة النينيو أعلى بـ 30 ضعف على الأقل في بنغلاديش والهند ولاوس وتايلاند.

كما أدى تغير المناخ إلى زيادة حدة الموجة الحرارية، حيث زادت درجات الحرارة بما لا يقل عن 2 درجة مئوية، مقارنة بعالم خالٍ من غازات الاحتباس الحراري الإضافية، وفي لاوس وتايلاند بالتحديد، حيث كانت الحرارة شديدة بشكل خاص، وجد الباحثون أن الحرارة الشديدة كانت ستكون شبه مستحيلة بدون تأثير تغير المناخ.