البعوض ينجذب بشكل مختلف لروائح الأجسام

منوعات

رائحة جسم الإنسان عامل مهم في جذب البعوض من مسافات بعيدة

20 أيار 2023 17:03

نحن نعرف الكثير عن سلوك البعوض بشكل عام، ولكن كيف يجدنا البعوض من مسافة تصل إلى مائة متر؟

رائحة جسم الإنسان مرتبطة بجذب البعوض

باستخدام ساحة اختبار في الهواء الطلق بحجم حلبة التزلج على الجليد في زامبيا، وجد الباحثون أن رائحة جسم الإنسان أمر بالغ الأهمية لسلوك البحث الذي يقوم به البعوض على مسافات طويلة، وحدد الفريق أيضاً مكونات معينة لرائحة الجسم المحمولة جواً قد تفسر سبب جاذبية بعض الناس للبعوض أكثر من غيرهم، وتم نشر البحث العمل في 19 أيار في مجلة علم الأحياء الحديث.

تم إجراء معظم الدراسات حول تفضيل البعوض في ظروف معملية محصورة والتي ربما لا تمثل واقع البعوض في البرية، ولاختبار كيفية قيام بعوضة الملاريا الأفريقية بتحديد موقع مضيفات بشرية واختيارها على نطاق مكاني كبير وأكثر واقعية، تعاون باحثون من معهد أبحاث الملاريا التابع لكلية الصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز لبناء ساحة اختبار تبلغ 1000 متر مكعب في تشوما، زامبيا.

نظام التفضيل الشمي عند البعوض

يقول عالم الأعصاب "دييغو جيرالدو" وهو باحث ما بعد الدكتوراه في كلية جونز هوبكنز بلومبيرج للصحة العامة، وأحد المؤلفين الأوائل للدراسة: "هذا هو أكبر نظام لتقييم التفضيل الشمي لأي بعوضة في العالم، وهي بيئة حسية مزدحمة للغاية بالنسبة للبعوض".

احتوت ساحة الاختبار على حلقة من منصات متباعدة بشكل متساوٍ تم تسخينها لدرجة حرارة جلد الإنسان، 35 درجة مئوية، وفي كل ليلة، أطلق الباحثون 200 بعوضة جائعة في ساحة الاختبار وراقبوا نشاطهم باستخدام كاميرات الحركة بالأشعة تحت الحمراء، وعلى وجه التحديد، سجلوا عدد المرات التي هبط فيها البعوض على كل من منصات الهبوط، وهي علامة جيدة على استعدادهم للعض.

البعوض ينجذب لرائحة الإنسان أكثر من ثاني أكسيد الكربون

أولاً، قارن الفريق الأهمية النسبية للحرارة وثاني أكسيد الكربون ورائحة جسم الإنسان لجذب البعوض، ووجدوا أن البعوض لم ينجذب إلى منصات الهبوط الساخنة ما لم تكن تطرح أيضاً ثاني أكسيد الكربون، لكن رائحة جسم الإنسان كانت طعماً أكثر جاذبية من ثاني أكسيد الكربون وحده.

البعوض ينجذب بشكل مختلف لروائح الأجسام

بعد ذلك، اختبر الفريق اختيارات البعوض المفضلة، وللقيام بذلك، كان لديهم ستة أشخاص ينامون كل منهم في خيمة تحيط بالساحة على مدار ست ليالٍ متتالية، واستخدموا مجاري تكييف الهواء المعاد توجيهها لتوجيه الهواء من كل خيمة، بحيث يحتوي الهواء على رائحة الشخص النائم، وبالإضافة إلى تسجيل تفضيلات البعوض، جمع الباحثون عينات من الهواء ليلاً من الخيام لتوصيف ومقارنة المكونات المحمولة جواً لرائحة الجسم.

ووجدوا أنه ليلة بعد ليلة، كان بعض الناس أكثر جاذبية للبعوض من غيرهم، وأن أحد المتطوعين، الذي كان له تركيبة رائحة مختلفة بشكل مذهل عن الآخرين، كان يجتذب باستمرار عدداً أقل بكثير من البعوض.

هذا وأكد الباحثون أن الخطوة التالية ستكون اكتشاف نوع وسبب هذه الروائح لاستخدامها في الوقاية من قرصات البعوض. 

المصدر: مجلة علم الأحياء الحديث