طريقة دفن الموتى عند السكان القدامى في بلاد ما بين النهرين

منوعات

طريقة الاتصال الحسي مع الأموات لدى سكان العصور القديمة في بلاد مابين النهرين

29 أيار 2023 16:00

في عصر ما قبل الصور أو التسجيلات الصوتية، وجد الناس طرقاً أخرى للبقاء على اتصال حسي مع أمواتهم.

طريقة دفن الموتى عند السكان القدامى في بلاد ما بين النهرين

منذ حوالي 5000 عام في بلاد ما بين النهرين القديمة، وهي الآن العراق الحديث وسوريا وجنوب شرق تركيا، تم دفن الأجداد المتوفين تحت أرضيات المنازل السكنية، وعادة ما كان يتم التخطيط لهذه الأقبية الجنائزية العائلية قبل بناء المنازل لأن الأجداد يمثلون الأساس الروحي للمنزل، وكان القبو مرئياً على الأرض بواسطة شاهد قبر كان من الممكن إعادة فتحه كلما لزم الأمر لدفن رفات المتوفى حديثاً الذي انتقل بعد وفاته إلى عالم الأجداد، حيث أن إعادة فتح المقابر في المنزل قد تكون بالتأكيد قد أطلقت رائحة قوية عززت الخوف والتعلق بروح الأجداد.

الارتباط الحسي بالموتى في العصور القديمة

حتى لو كانت فكرة دفن الأسلاف تحت منزلك تبدو غريبة، فإن الارتباط الحسي بالأسلاف الذي ميز مجتمعات بلاد ما بين النهرين القديمة لا يختلف كثيراً عن علاقتنا الحديثة مع المتوفى، وفي الواقع، عندما نفكر في أحبائنا الذين رحلوا، فإن رائحة منازلهم، والسجل المرئي لوجودهم في ألبوم الصور، وصوت أصواتهم المسجلة أو مذاق الأطعمة المفضلة لديهم هي التي تسمح لنا بمتابعة الحياة والاحتفاظ بها، لأن كل هذه الأمور تحيي ذكراهم ليبقوا حاضرين في حياتنا.

ارتباط الأحياء بالأموات في العصور القديمة

من خلال التجارب الحسية، تمكّن ذاكرة الأسلاف الأموات مجتمعات الأحياء من التغلب على الحزن الناجم عن هذه الخسارة، وهذه الذكريات الحسية تجعل تجربة الحزن محتملة للفرد، حيث يمكن اختبار المشاكل النفسية الناتجة عن الغياب الجسدي للأحباء من خلال إنشاء أماكن للذاكرة داخل المنزل والتي تشبه المذابح في بعض الحالات، كما يمكن استخدام هذه المذابح كمواقع لإحياء الذكريات من خلال طقوس تستند إلى التذكر الحسي للأسلاف، على سبيل المثال، إضاءة شمعة أو غناء أغنية أو حرق البخور أو عرض الصور أو مشاركة الطعام أو المشروبات، إلخ.

كانت هذه الرؤية الحسية والمادية لكيفية ارتباط مجتمع الأحياء بالأسلاف الأموات أقوى في العصور القديمة، وذلك قبل أن تسمح الأجهزة الحديثة بإحياء الذكرى من خلال استخدام الصور الفوتوغرافية أو مقاطع الفيديو، وكان الوجود المادي لبقايا أجسادهم هو الطريقة الوحيدة لممارسة طقوس التذكر. 

المصدر: موقع Psyche