الجليد في القطب الجنوبي كان أرق في الماضي

منوعات

الصخور الموجودة تحت الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي تكشف عن ماضي مدهش

31 أيار 2023 16:22

اكتشف فريق من العلماء أن الغطاء الجليدي بالقرب من نهر ثويتس الجليدي كان أرق، في آلاف السنين القليلة الماضية، مما هو عليه اليوم، ويُظهر هذا الاكتشاف غير المتوقع أن الأنهار الجليدية في المنطقة كانت قادرة على النمو مرة أخرى بعد انخفاض حجمها السابق.

تأثير ذوبان الجليد في القطب الجنوبي

يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر بالفعل إلى تعريض ملايين الأشخاص في المجتمعات الساحلية المنخفضة حول العالم لخطر الفيضانات، وتعد المساهمة في ارتفاع مستوى البحر من ذوبان الجليد في القطب الجنوبي حالياً أكبر مصدر لعدم اليقين بشأن التنبؤات حول مقدار وسرعة ارتفاع مستوى سطح البحر في العقود والقرون القادمة، وإلى جانب جارته القريبة، يتسبب نهر ثويتس الجليدي حالياً بالمزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر الناتجة عن ذوبان الجليد في القطب الجنوبي.

تغيرات نهر ثويتس الجليدي

لفهم كيفية استجابة هذا النهر الجليدي المهم للتغيرات المناخية المتوقعة في القرن المقبل، يحتاج العلماء إلى معرفة كيفية تصرفه في ظل مجموعة واسعة من الظروف المناخية وعلى فترات زمنية طويلة، ونظراً لأن عمليات رصد الأقمار الصناعية لا تعود إلا إلى عقود قليلة من الزمن، فنحن بحاجة إلى إلقاء نظرة على السجل الجيولوجي للعثور على هذه المعلومات.

تطور الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي

يقول الدكتور "جوناثان آدامز" المؤلف المشارك في الدراسة: "من خلال دراسة تاريخ الأنهار الجليدية مثل نهر ثويتس، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة حول كيفية تطور الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي في المستقبل، حيث تتغير سجلات الصفائح الجليدية من الصخور التي يتم عرضها حالياً فوق سطح الصفيحة الجليدية منذ ما قبل 5000 عام، ولمعرفة ما حدث منذ ذلك الحين، نحتاج إلى دراسة الصخور المدفونة حالياً تحت الغطاء الجليدي".

تاريخ الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي

وباستخدام مثقب مصمم خصيصاً لاختراق كل من الجليد والصخور التي تحته، استخرج الفريق عينات صخرية من الأعماق تحت الغطاء الجليدي بجوار نهر ثويتس الجليدي، ثم قاسوا، في عينات الصخور تلك، ذرات معينة تتكون عندما تتعرض الصخور على سطح الأرض للإشعاع القادم من الفضاء الخارجي، وإذا كان الجليد يغطي تلك الصخور، فإن هذه الذرات المعينة لن تكون موجودة، ولذلك يمكن أن يكشف وجود هذه الذرات عن فترات في الماضي كان فيها الغطاء الجليدي أقل من الوقت الحاضر.

يقول "كير نيكولز" عالم الجيولوجيا الجليدية في جامعة إمبريال لندن والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد كان هذا جهداً جماعياً ضخماً، حيث قضى العديد منا عدة أسابيع بعيداً عن المنزل للقيام بعمل ميداني في جزء بعيد للغاية من القارة القطبية الجنوبية، بينما تحمل آخرون حرفياً آلاف الساعات في المختبر لتحليل الصخور التي جمعناها".

"الذرات التي قمنا بقياسها موجودة فقط بكميات ضئيلة في هذه الصخور، نحن متحمسون لأن هذه هي أول دراسة تكشف عن التاريخ الحديث من صفيحة جليدية باستخدام حجر الأساس الذي تم جمعه من تحت الجليد مباشرة".

الجليد في القطب الجنوبي كان أرق في الماضي

اكتشف الفريق أن الصخور التي جمعوها لم تكن دائماً مغطاة بالجليد، حيث أظهرت قياساتهم أنه خلال الخمسة آلاف عام الماضية، كان الجليد بالقرب من نهر ثويتس الجليدي أرق بمقدار 35 متر على الأقل مما هو عليه الآن، وعلاوة على ذلك، أظهرت نماذجهم أن نموها منذ ذلك الحين، مما جعل الصفيحة الجليدية بالحجم الذي هي عليه اليوم، استغرق ما لا يقل عن 3000 سنة.

يكشف هذا الاكتشاف أن تراجع الغطاء الجليدي في منطقة ثويتس الجليدية يمكن عكسه، لكن التحدي الذي يواجه العلماء الآن هو فهم الشروط المطلوبة لجعل ذلك ممكناً. 

المصدر: مجلة The Cryosphere