كيف سيطر الرئيس الأمريكي على قمة الناتو؟

أخبار

جو بايدن يغادر فيلنيوس بعد أن حصل على كل ما يريده تقريباً من قمة الناتو

13 تموز 2023 12:09

حصل الرئيس جو بايدن على كل ما يريده تقريباً من قمة الناتو.

ماذا كسبت أوكرانيا من قمة الناتو ؟

لا بد أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كان سعيداً جداً، بعد أن ضمن خط إمداد دائم لإعادة التسليح في المستقبل من دول مجموعة السبع، لكنه فشل في الفوز بضمان الدفاع الجماعي الذي ستجلبه العضوية في الناتو.

ورأت روسيا فشلها الاستراتيجي والعسكري بشكل واضح، لكنها بالتأكيد ستنظر إلى الدعم الغربي لأوكرانيا على أنه تأكيد لشكوكها في الغرب.

قمة الناتو تحبط طموح أوكرانيا بالانضمام للحلف

وعلى نحو مؤثر، فإن الاجتماع الذي استضافته دولة تابعة للاتحاد السوفيتي سابقاً، كان وضعها في حلف الناتو بما يضمن، وفقاً لمسؤوليها، الحرية والاستقلال والازدهار الذي يتوق إليه زيلينسكي.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يغمض عينيه غير مصدق للهجوم الروسي على المدنيين: "الطريقة التي يتصرفون بها أشبه بشيء من القرن الرابع عشر".

لكن زيلينسكي، الذي جاء إلى القمة كضيف فقط كان يغلي من الإحباط بسبب عدم رغبة الحلف في إعطائه جدولاً زمنياً للحصول على عضوية الناتو، ولكنه، مع ذلك، وضع سياق ما تعنيه المساعدة الأمريكية والغربية، في تصريحات نقلها إلى بايدن، حيث قال زيلينسكي لبايدن: "إنك تنفق هذا المال من أجل حياتنا، أعتقد أننا ننقذ الأرواح من أجل أوروبا والعالم بأسره".

مخرجات قمة الناتو

اختتمت القمة يوم أمس الأربعاء بإعلان مشترك من قادة مجموعة السبع يدعو دولهم إلى التفاوض على التزامات أمنية ثنائية طويلة الأجل لأوكرانيا، من أجل بناء دفاعاتها البرية والبحرية والجوية لردع أي هجمات روسية مستقبلية، وهذه الخطوة عبارة عن إجراء داخلي يهدف إلى مد أوكرانيا بالسلاح حتى مجئ الوقت الذي تتمكن فيه من الانضمام لحلف الناتو، وتنال حماية مظلة "الهجوم على واحد، هو هجوم على الجميع" التي يتمتع بها أعضاء الحلف، وهو وقت لم يحدده الحلف بعد، ولهذا السبب، وصل زيلينسكي إلى القمة منتقداً رفض الحلف تقديم جدول زمني معتبراً أنه أمر "سخيف"، لكن بايدن أصر على أن منح العضوية الآن سيعني اضطرار دول الناتو إلى خوض حرب ضد روسيا، وهو تصعيد كارثي لا بد من تجنبه.

تركيا تسقط حق النقض على عضوية السويد في الناتو

وبينما مهد القادة الطريق لعضوية أوكرانيا في النهاية، لكنهم أجلوا قراراً جيوسياسياً مصيرياً، بالقول أن أوكرانيا لم تستوفي الشروط الاقتصادية والسياسية للانضمام.

كانت اللحظة التاريخية الأخرى في القمة هي إسقاط تركيا المفاجئ لحق النقض على السويد لتصبح العضو الثاني والثلاثين في التحالف، بعد شهور من الدبلوماسية وراء الكواليس من قبل إدارة بايدن في الخارج وفي الكونغرس الأمريكي.

أهداف جو بايدن خلال قمة الناتو

سوف يسلط الرئيس بايدن الضوء على توسع التحالف بعد غزو أوكرانيا، وهو جزء مهم من إرثه، حيث سافر في وقت لاحق من يوم الأربعاء إلى عضو جديد آخر، وهو فنلندا، حيث تركت الدولتان الشماليتان وراءهما عقوداً سابقة في ظل موسكو وتقدمت بطلب للحصول على عضوية الناتو، بعد أن شعرتا بالتهديد من جهود بوتين لإعادة رسم خريطة أوروبا ما بعد الحرب الباردة، ويوضح دخول فنلندا إلى الحلف كيف أدى الغزو إلى نتائج عكسية بالنسبة لبوتين على مسرح قاري أوسع من خلال جعل الناتو متواجداً على حدود بطول مئات الكيلومترات مع روسيا نفسها.

كيف سيطر الرئيس الأمريكي على قمة الناتو؟

ذهب بايدن، أهم زعيم في الناتو، إلى القمة مصمماً على الحفاظ على توازنه المتمثل في تعزيز الدعم الغربي لصراع أوكرانيا الوجودي مع تجنب اندلاع حرب مع روسيا، القوة النووية العظمى، لقد قام أيضاً بتذكير الأمريكيين لماذا يجب الاستمرار في إرسال مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب إلى كييف، والتي أصبحت قضية حملة 2024، وقبل مغادرته ليتوانيا، حذر بوتين من أن القمة دليل على أن التحالف الغربي لن يتزعزع.

وقال بايدن في خطاب ألقاه في جامعة فيلنيوس: "عندما أطلق بوتين وشهوته للأرض والسلطة حربه الوحشية على أوكرانيا، كان يراهن على أن الناتو سوف ينقسم، كان يعتقد أن وحدتنا ستتحطم في الاختبار الأول، كان يعتقد أن القادة الديمقراطيين سيكونون ضعفاء، لكنه كان مخطئاً".

وقال بايدن قبل مغادرته: إن عضوية أوكرانيا في هذا الوقت مستحيلة، بالنظر إلى الحرب المحتدمة مع روسيا، لكنه أخبر زيلينسكي يوم الأربعاء أيضاً أنه يفهم كيف أن ظروف الغرب قد تبدو مزعجة بالنظر إلى الرعب الذي تعيشه أوكرانيا.

في النهاية، يبدو أن بايدن فعل في هذه القمة كل ما يريده دون أن يثير غضب أي أحد منه.