تأثير ارتفاع درجات الحرارة حول العالم على صحة الإنسان

علوم

ارتفاع درجات الحرارة العالمية يزيد عدد الأمراض المعدية

19 تموز 2023 18:49

يعيش الناس في جميع أنحاء العالم حياة أطول وأكثر صحة مما كانوا عليه قبل نصف قرن فقط، ولكن تغير المناخ يهدد بإيقاف هذا التقدم.

تأثير التغيرات المناخية على الكائنات الحية

في جميع أنحاء الكوكب، تتحول الحيوانات والأمراض التي تحملها، للتأقلم مع العالم الجديد، وهم ليسوا وحدهم: فالقراد والبعوض والبكتيريا والطحالب وحتى الفطريات، تغير أو توسع نطاقاتها للتكيف مع الظروف المناخية التي تتطور بوتيرة غير مسبوقة.

هذه التغييرات لا تحدث من العدم، حيث تتسبب إزالة الغابات والتعدين والزراعة والانتشار الحضري في القضاء على المناطق البرية المتبقية في العالم، مما يساهم في فقدان التنوع البيولوجي بمعدل غير مسبوق في تاريخ البشرية، ولذلك تتضاءل أعداد الأنواع التي يعتمد عليها البشر في الحصول على الطعام ويتم دفع هذه الأنواع إلى مناطق أصغر من الموائل، مما يخلق بؤر ساخنة جديدة للأمراض الحيوانية المنشأ.

تداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض

وفي نفس الوقت، يتزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من تداعيات ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، حيث يتسبب تغير المناخ في نزوح حوالي 20 مليون شخص كل عام، وهم الأشخاص الذين يحتاجون إلى السكن والرعاية الطبية والغذاء والضروريات الأخرى التي تضع ضغوطاً على الأنظمة الهشة سلفاً والتي تزداد الضغوط عليها أكثر من أي وقت مضى.

تأثير ارتفاع درجات الحرارة حول العالم على صحة الإنسان

كل هذه العوامل تخلق ظروفاً مهيأة للإصابة بالأمراض البشرية، حيث أصبحت الأمراض القديمة والجديدة أكثر انتشاراً بل أنها أصبحت تظهر في أماكن لم تكن تتواجد فيها من قبل، وبدأ الباحثون في تجميع مزيج من الأدلة التي تسلط الضوء على التهديد الهائل الذي تشكله الأمراض الناجمة عن تغير المناخ على صحة الإنسان.

وقال "نيل فورا" الطبيب في منظمة الحفاظ على البيئة غير الربحية: "هذا ليس مجرد شيء سيحدث في المستقبل، إن تغير المناخ هو حقيقة قائمة الآن، والناس يعانون ويموتون الآن بسببه".

ارتفاع درجات الحرارة يزيد عدد الأمراض المعدية

تظهر الأبحاث أن تغير المناخ يؤثر على انتشار الأمراض بعدة طرق رئيسية، وللهروب من ارتفاع درجات الحرارة في الموائل الأصلية، بدأت الحيوانات، والأمراض التي تحملها، في الانتقال إلى المرتفعات الأعلى والأكثر برودة، وهذا يشكل تهديداً للأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق، كما أنه يؤدي إلى اختلاط خطير بين الحيوانات الوافدة الجديدة والأنواع الموجودة، حيث أن أنفلونزا الطيور، على سبيل المثال، قد انتشرت بسهولة أكبر بين الحيوانات البرية حيث أن ارتفاع مستوى البحار وعوامل أخرى تدفع بأنواع الطيور التي تعشش في الساحل عادة إلى المناطق الداخلية، حيث من المرجح أن تتصل بأنواع أخرى وتنقل الأمراض إليها، والمشكلة الكبيرة هي أن الأمراض التي تنتقل بين الأنواع تحتاج إلى وقت أقل في النهاية في تحقيق الانتقال إلى البشر. 

المصدر: أسوشيتيد برس