مستوى اليقظة الذهنية والتركيز يرتبط بزيادة الحافز على ممارسة الرياضة

النشاط البدني يعزز الصحة النفسية

الدافع وراء هذه الدراسة ينبع من الاعتراف بالدور الحاسم للنشاط البدني في تعزيز الصحة البدنية والنفسية، ومن المعروف أن النشاط البدني له فوائد عديدة، بينما يمكن أن يؤدي الخمول إلى مشاكل صحية مختلفة، وعلى الرغم من حملات الصحة العامة والوعي بفوائد النشاط البدني، فإن جزءاً كبيراً من الناس لا يلتزم بإرشادات التمرين الموصى بها.

اليقظة الذهنية والتركيز ترتبط بالسلوك الصحي الإيجابي

ولمعالجة هذه المشكلة، سعى الباحثون إلى فهم الآليات النفسية التي تكمن وراء النشاط البدني، وكانوا مهتمين بشكل خاص باستكشاف مفهوم اليقظة والتركيز، والذي أظهر إمكانيات كبيرة في تعزيز تغييرات السلوك الصحي، فقد ارتبط بالعديد من السلوكيات الصحية الإيجابية، بما في ذلك الإقلاع عن التدخين والإفراط في تناول الطعام.

تأثير الحالة النفسية على ممارسة الرياضة

وقالت مؤلفة الدراسة "جوليا باسو" الأستاذة المساعدة في معهد فيرجينيا التقني ومديرة مختبر الدماغ: "لقد كنا مهتمين بهذا الموضوع لأنه من الصعب إيجاد الدافع لممارسة الرياضة، إن 23٪ فقط من الأمريكيين يحصلون حالياً على مستويات النشاط البدني الموصى بها من قبل مركز السيطرة على الأمراض وجمعية القلب الأمريكية.

لإجراء الدراسة، قام الباحثون بتجنيد 205 مشاركين من الذكور والإناث الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 25 و 59 عاماً، وتم استبعاد المشاركين إذا كانوا يعانون من حالات صحية معينة أو اضطرابات نفسية أو عصبية، أو كانوا مدخنين حالياً.

أبلغ المشاركون ذاتياً عن مستويات تمارينهم، وصنفوا أنفسهم على أنهم إما ممارسين للرياضة بشكل قليل أو معتدل بناءً على مدة التمرين الأسبوعية وتكرارها، وأكملوا سلسلة من استبيانات التقرير الذاتي لتقييم جوانب مختلفة من اليقظة والتحفيز على ممارسة الرياضة، كما استخدم الباحثون أيضاً العديد من المقاييس التي تم التحقق من صحتها لقياس الجوانب المختلفة للحالات النفسية للمشاركين والمتعلقة بالتمارين الرياضية.

اليقظة الذهنية والتركيز دافع لممارسة الرياضة

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستوى أعلى من اليقظة يميلون إلى أن يكون لديهم دافع أكبر لممارسة الرياضة وكانوا أقل عرضة لتجربة ضغوط نفسية سلبية عند الانخراط في التمرين، وأوضحت باسو أن هذا يشير إلى أن "التمارين الرياضية قد تكون أكثر إيجابية إذا كانت مستويات اليقظة عالية".

كما أظهرت الدراسة أيضاً، أن الأفراد الواعين أصحاب التركيز القوي كانوا أقل تحفيزاً للعوامل الخارجية مثل المنافسة أو المظهر عندما يتعلق الأمر بالتمرين، وكانوا مدفوعين أكثر بعوامل داخلية مثل الأهداف الشخصية والرفاهية، وعلاوة على ذلك، ارتبطت اليقظة بانخفاض احتمالية التعرض لأعراض إدمان التمرين، مثل الافتقار إلى السيطرة والانسحاب وإهمال الأنشطة الأخرى بسبب التمرين.