أدت الحرارة القياسية التي تخنق عدة أجزاء من العالم إلى تزايد القلق بين خبراء الرعاية الصحية من أنه بعد أن أُجبر ملايين الأشخاص على البقاء في منازلهم، فقد يتعرضون لخطر الاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي " SAD".
الاضطراب العاطفي الموسمي
الاضطراب العاطفي الموسمي المعروف باسم" SAD" هو نوع من الاكتئاب المرتبط بالتغيرات في المواسم، حيث يعاني معظم الأشخاص من الأعراض في أشهر الخريف والشتاء عندما يتم تقليص الأنشطة الخارجية بسبب سوء الأحوال الجوية وعدم حصول الأشخاص على ما يكفي من ضوء الشمس بسبب قصر طول اليوم، وعادة ما تكون الأعراض هي الخمول ونقص الطاقة.
الحرارة المرتفعة تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب
لكن الدكتور بول إتش ديسان، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل ، قال أن درجات الحرارة المرتفعة، جنباً إلى جنب مع تعطيل الروتين الصيفي العادي خلال هذا العام، يمكن أن تجعل المزيد من الناس يعانون من الاكتئاب والاضطراب ويحتاجون إلى المشورة والرعاية.
وأشار ديسان، وهو مدير عيادة أبحاث الاكتئاب الشتوية، إلى أن مجتمع الطب النفسي لديه بيانات وأبحاث محدودة حول هذه المشكلة، لكنهم اكتشفوا بالفعل أن تغير المناخ سيجعل المزيد من الناس أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي في الصيف.
وأضاف ديسان: "ما من شك في أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى مزيد من الضيق النفسي، وهذا الضيق له عواقب أيضاً".
أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي أكثر حدة من الشتوي
فيما أوضحت الطبيبة النفسية، الدكتورة يلدا سافاي، أنه على الرغم من قلة البيانات في الصيف، يبدو أن الأعراض تختلف عن الاضطرابات العاطفية الشتوية، وقالت أن الاكتئاب وأشكال الإثارة والعدوانية والتهيج غالباً ما تظهر في المرضى الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي في الصيف، وأردفت الدكتورة سافاي: "الأعراض أكثر خطورة الآن، ففي السنوات الأخيرة، شهدنا ازدياد محاولات الانتحار في الصيف".
ومن جهته، أضاف ديسان أن التجارب السريرية للاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي كانت محدودة في الماضي حيث لم يكن هناك الكثير من الأشخاص الذين أجبروا على البقاء في منازلهم بسبب الحرارة ونسبت الأعراض إلى مشاكل أخرى تتعلق بالصحة العقلية.
واستطرد أن الأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بالتنزه الصباحي المعتاد مع الأصدقاء أو الانخراط في أنشطة خارجية طبيعية بسبب الحرارة الشديدة، قد تظهر عليهم أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الصيفي.
وقد تتفاقم الأعراض أيضاً عندما لا يتمكن الأشخاص من الوصول إلى تكييف الهواء الداخلي أو إلى مكان بارد خلال الساعات الأكثر حرارة.
المصدر: موقع نيوز ماكس