دور البروتين المثبط للأورام p53 في إصلاح الأنسجة السرطانية

علوم

بروتين معروف بتثبيط الأورام يتمتع أيضا بدور بارز في إصلاح الأنسجة والخلايا بعد الإصابة بالسرطان

9 آب 2023 18:36

وجدت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب في جامعة ستانفورد أن بروتيناً مشهوراً بين العلماء والأطباء لقدرته على قمع تطور العديد من أنواع الأورام قد يكون عمله الإضافي ليس فقط مكافحة السرطان، حيث تشير الدراسة، التي أجريت على فئران في المختبر، إلى أن البروتين p53، تطور بدلاً من ذلك لتعزيز إصلاح الأنسجة والخلايا بعد الإصابة.

البروتين المثبط للأورام p53 يلعب دوراً في إصلاح الأنسجة بعد الإصابة بالسرطان

وقالت الدكتورة "لورا أتاردي" أستاذة علاج الأورام بالإشعاع وعلم الوراثة: "النتيجة المفاجئة قلبت ما كنا نعرفه عن p53 رأساً على عقب، نحن بحاجة إلى اعتبار أن دور البروتين p53 كمثبط للورم قد يكون ثانوياً وأنه يلعب دوراً أكثر أهمية في إصلاح الأضرار التي لحقت بالأنسجة".

دور البروتين المثبط للأورام p53 في إصلاح الأنسجة السرطانية

وجدت الدراسة أن دور البروتين p53 في سرطان الرئة هو أن البروتين ينسق انتقال نوع واحد من خلايا الرئة إلى نوع آخر، وهو تحول حاسم يحدث عندما تتلف أنسجة الرئة، وبدون العمل المفيد لـ p53، تكون الخلية الانتقالية عالقة في مرحلة وسيطة خطيرة، متحررة من قيود النمو الطبيعي.

الخلايا الوسيطة "الانتقالية" ودورها في تلف الأنسجة السرطانية

تكون الخلايا الوسيطة في حالة يسميها الباحثون "البلاستيك"، مما يعني أنها تنقسم دون رادع ويمكن أن تتخذ مصير مختلف للخلية، أو أن تلعب أدواراً جديدة، وهي السمات المميزة لسرطان ناشئ .

وقالت الدكتورة أتاردي: "من الواضح أن هذه الخلايا ليست جيدة، وفي السرطانات، تغذي هذه الخلايا تطور الورم، وفي أمراض أخرى تساهم في تلف الأنسجة".

وظيفة البروتين المثبط للأروام p53

إن اكتشاف أن البروتين p53 ضروري لإصلاح الرئة بعد الإصابة هو أمر مثير للدهشة لأن البروتين له صفة معروفة في بيولوجيا السرطان، حيث يُعرف منذ عقود بين الأوساط العلمية بأنه "حارس الجينوم"، فهو يراقب الحمض النووي بحثاً عن التلف الذي قد يؤدي إلى حدوث طفرات مسببة للسرطان، وعندما يستشعر وجود مشكلة، فإنه ينشط البروتينات الأخرى التي يمكنها إصلاح الحمض النووي، وإذا لم تنجح الإصلاحات، فإن p53 يمنع الخلية من الانقسام ويؤدي إلى موت الخلية.

هذا وينعكس دوره الحاسم في إيقاف الورم في حقيقة أنه الجين الأكثر شيوعاً في السرطانات البشرية، ولم تنجح محاولات تطوير علاجات دوائية جديدة تعتمد على وظيفة البروتين p53 حتى الآن. 

المصدر: مجلة Nature