توفر دراسة حديثة معلومات جديدة قد تساعد أطباء الأورام في الإجابة على أحد الأسئلة الأكثر شيوعاً التي يسمعونها من الناجين من سرطان الثدي: هل شرب الكحول آمن؟
آثار شرب الكحول بعد الإصابة بسرطان الثدي
الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم أمس 9 آب في مجلة السرطان ، هي أكبر دراسة حتى الآن تبحث في آثار شرب الكحول على المدى القصير بعد الإصابة بسرطان الثدي، وتشير النتائج إلى أن شرب الكحول لا يرتبط بزيادة خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي أو الوفاة بسبب المرض.
شرب الكحول لا يزيد خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة "مارلين كوان" عالمة أبحاث في قسم الأبحاث في كايزر بيرماننتي بجامعة كاليفورنيا: "نحن نعلم أن النساء اللواتي يشربن الكحول أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي وأن الخطر يزداد مع زيادة استهلاك الكحول، ولهذا السبب، اعتقدنا أن شرب الكحول بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي يمكن أن يزيد من خطر تكرار الإصابة بالسرطان، لكن دراستنا وجدت، بشكل عام، أن شرب الكحول بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي لا يؤثر على تكرار الإصابة في المستقبل".
العلاقة بين استهلاك الكحول وسرطان الثدي
أظهرت الدراسات السابقة التي ركزت على العلاقة بين استهلاك الكحول وسرطان الثدي نتائج متضاربة، وعلاوة على ذلك، ركزت معظم الدراسات على استخدام الكحول قبل تشخيص الإصابة بسرطان الثدي، ونتيجة لذلك، لا توجد حالياً إرشادات للناجين من سرطان الثدي بشأن تعاطي الكحول، حيث توصي المبادئ التوجيهية للحد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بعدم تناول النساء أكثر من مشروب كحولي واحد في اليوم.
من أجل هذه الدراسة، استخدم فريق البحث بيانات من دراسة سابقة لأكثر من 4500 امرأة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي الغازي من عام 2005 إلى 2013، وهي واحدة من أكبر الدراسات الأمريكية لمتابعة الناجيات من سرطان الثدي لتتبع العلاقة بين تغييرات نمط الحياة ونتائج الإصابة بسرطان الثدي.
تغيير نمط الحياة بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي
وقال كبير الباحثين "لورانس إتش كوشي" عالم في قسم الأبحاث الذي شارك في قيادة الدراسة: "بعد تشخيص سرطان الثدي، غالباً ما يركز المرضى على إجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعدهم على العيش لفترة أطول، ولدى العديد من مرضى سرطان الثدي أسئلة حول ما إذا كان شرب المشروبات الكحولية يمكن أن يؤدي إلى تكرار الإصابة بسرطان الثدي، إن الهدف من دراستنا هو تزويد الناجين من سرطان الثدي وأطبائهم بالمعلومات التي يمكن أن تساعدهم في اتخاذ قرارات من شأنها تحسين نوعية حياتهم".
تضمنت الدراسة الجديدة أكثر من 3600 امرأة أكملن استبياناً حول استهلاك الكحول في وقت تشخيصهن ومرة أخرى بعد 6 أشهر، وعلى مدى السنوات الـ 11 التالية، عانت 524 امرأة من تكرار الإصابة بسرطان الثدي وتوفيت 834 امرأة في الدراسة، 369 من سرطان الثدي، و 314 من أمراض القلب والأوعية الدموية، و 151 من مشاكل صحية أخرى.
هذا ويأمل الباحثون أن تساعد النتائج التي توصلوا إليها الأطباء على تقديم معلومات دقيقة للناجين من سرطان الثدي الذين يرغبون في معرفة التغييرات في نمط الحياة التي يمكنهم إجراؤها لتحسين صحتهم.
المصدر: مجلة السرطان