من عيات إلى كل لبنان.. شبان لبنانيون يتحدون الظلام بمبادرة قوامها النور

تقارير وحوارات

شبان لبنانيون يبدؤون إنارة قرية عيات بمبادرة فردية ويعرضون مشاركتهم الكاملة بهدف إنارة كل لبنان

17 آب 2023 23:42

بدأت مجموعة من الشباب اللبناني من قرية عيات، وبمبادرة فردية منهم بالاتفاق على إنارة قريتهم التي تعاني من الظلام، بجهودهم وعلى حسابهم الخاص، شاكرين كل من يسعى للمساهمة معهم، ومعربين في الوقت ذاته عن استعدادهم للمشاركة في إنارة أي قرية في لبنان كأي من أفرادها.

ونظرا لأهمية هذه المبادرة الفردية وإيمانا بنبل القائمين عليها رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان واللبنانيون، أجرى موقع النهضة نيوز حوارا خاصا مع ابن قرية عيات، خالد مصطفى علي نجيب أحد مؤسسي المبادرة، بهدف تسليط الضوء على بدايات الفكرة وما تم تنفيذه منها لغاية الآن وحجم الإقبال الشعبي وردة فعل المجتمع عليها، ولنوصل صوت وفكرة هؤلاء الشباب المبادرين إلى كل اللبنانيين.

وفي حديثه للنهضة نيوز، أوضح خالد مصطفى علي نجيب بأنه من قرية عيات قضاء عكار التي تعاني مثلها مثل كل القرى في لبنان من أزمة اقتصادية، ومن أزمة في الكهرباء وبها الكثير من النواقص.

وعن بدايات فكرة المبادرة قال نجيب: "منذ أكثر من عامين وأنا أحاول مع الجمعيات والبلدية وبعض الشبان بشكل فردي، كي نستطيع إنارة القرية بالطاقة الشمسية، وبكل صراحة لم نستطع ذلك، فهم لديهم إمكانيات محددة وقواعد معينة وخصوصيات لا يستطيعون بسببها الدخول في مثل هذا المشروع، رغم الظلام الذي يعاني منه عدد كبير من القرى، ورغم ذلك فقد تمكنا من تأمين عدد من اللمبات إلا أنها لم تلبي حاجة القرية."

وأضاف بأنه منذ فترة من الزمن توفيت صبية من القرية وتم دفنها في الليل بشكل طبيعي بدون وجود كهرباء، الأمر الذي كان له أثر بالغ في النفوس، وبسبب هذه الحادثة قمت أنا مع ثلاثة شبان في القرية لا علاقة لهم بأي جمعيات، وهم حسن عبد القادر أسعد، والمخرج لؤي نجيب، ومحمود محمد الحاج، بالاتفاق والتعاهد فيما بيننا بأن نعمل على إنارة كل القرية وكل عامود فيها على حسابنا الخاص، إضافة إلى من يود مساعدتنا بهذا الأمر.

ولفت إلى أن هذه الفكرة كانت مبادرة جميلة، وكان هناك عدد من الأشخاص الآخرين معجبون بها، مؤكدا بأنه مع زملائه في المبادرة متفقون على إنارة القرية، وإنارة أي قرية في لبنان ولو على حسابهم الخاص، وسيشاركون في هذا الأمر مثل أي شخص بهذه القرى.

وبين بأنهم يدفعون حاليا بالدولار شهريا كي يتمكنوا من تأمين اللمبات وسعر اللمبة يبلغ 33 دولار، ويقومون بوضعها على العواميد في القرية، مشيرا إلى أنهم كانوا في البداية أربع شباب، وخلال يوم واحد أصبحوا عشرة، وبعد أن انتشرت فكرة المبادرة أصبح عددهم 97 شخصا، والآن يبلغون نحو 110 وهم ملتزمون بتنفيذ المبادرة، وخلال عشرة أيام تمكنوا من تأمين 18 لمبة وقاموا بتركيب 14 منها، وخلال يومين سيقومون بتركيب الأربعة المتبقية.

وأشار إلى أن الناس مهتمون جدا بهذا الأمر ومسرورون به، وكل منهم يشارك بدولار شهريا وهم ملتزمون بذلك، ومن كان يملك الإمكانيات منهم وأوضاعه جيدة قليلا يقوم بزيادة التبرع كي يتم التعجيل في هذا الموضوع.

وأكد بأنه يتمنى أن يكون ما يجري في قريته عيات من إنارة، موجود في كل قرى لبنان، معربا عن أمله في أن يقوم الإعلاميون بالمساهمة في هذا الأمر عبر تسليط الضوء على هذه المبادرة التي هي في الحقيقة فعل خير ونور، وإيصال هذه الفكرة لكل لبناني ولكل قرى لبنان.

ووجه شكره إلى كل إنسان يود المشاركة معهم بتنفيذ المبادرة، مؤكدا بأن كل من يشارك معهم في هذا الأمر يعتبر وكأنه هو صاحب هذه الفكرة النبيلة.

وشدد على أنه مع زملائه في المبادرة يحبون أن يشاركوا مع بقية الناس في قراهم في أي منطقة في لبنان، وبأنهم مستعدون أن يذهبوا وهم نحو عشرة شبان، للمشاركة حتى في الدفع بحسب الإمكانية ولو كان بالدولار، كأي فرد من أفراد أي قرية في لبنان تبدأ في تنفيذ هذه الفكرة والالتزام بذلك، إضافة إلى المشاركة في التركيب وشراء المواد وكل ما له علاقة بالأمر، حتى يتمكنوا من إنارة كل لبنان.