التركيز على فم المتحدث أكثر شيوعاً من تبادل النظرات أثناء الحديث مع شخص آخر

منوعات

تقنية تتبع حركة العين تكشف أن تبادل النظرات ليس أساسيا في التفاعل غير اللفظي أو المحادثة مع شخص آخر

20 آب 2023 19:33

استخدمت دراسة حديثة تقنية خاصة لتتبع حركة العين لاستكشاف كيف ينظر الناس إلى عيون بعضهم البعض ووجوههم أثناء المحادثات، ووجد الباحثون، الذين نشروا نتائجهم في مجلة Scientific Reports، أن الأشخاص الذين أظهروا تواصلاً مباشراً وجهاً لوجه أثناء محادثتهم يميلون أيضاً إلى النظر في نفس الاتجاه الذي ينظر إليه الآخرين، أي أنهم كانوا أفضل في معرفة وملاحظة المنطقة المحيطة التي تحوذ على اهتمام شريكهم في المحادثة، ويوفر هذا البحث معرفة فريدة بأنماط التواصل غير اللفظي.

دور العين بالتواصل غير اللفظي بين البشر

يحدث الكثير من التواصل الاجتماعي البشري بشكل غير لفظي، ويلعب الاتصال بالعين دوراً حاسماً في السماح للأفراد بنقل وتفسير المعلومات مثل الانتباه والحالات العقلية والنوايا والعواطف، فلا يتم تلقي الاتصال البصري بشكل سلبي فحسب، بل يتم أيضاً تبادل المشاعر والأفكار من خلال تبادل النظرات.

تأثير تبادل النظرات على سلوك الأشخاص

أراد الباحثون فحص تواتر وأنواع السلوكيات المتبادلة، مثل الاتصال المباشر بالعين وتفاعلات النظر الأخرى التي تشمل أجزاء مختلفة من الوجه، وكانوا مهتمين أيضاً بفهم كيف يمكن للسلوكيات المتبادلة التي لوحظت أثناء التفاعلات أن تؤثر على سلوك الأشخاص في المحادثة.

تفسير النظرات المتبادلة بين شخص وآخر أثناء الحديث

وأوضحت مؤلفة الدراسة "فلورنس مايران" وهي طالبة دكتوراه في علم النفس التجريبي في جامعة ماكجيل: "نحن جميعاً على دراية بمقولة: العيون هي نافذة الروح، أظهرت الدراسات السابقة أن البشر يهتمون بشكل تفضيلي بالعيون والوجوه عند مشاهدة صور الوجوه، وفي هذه الدراسة، قمنا بفحص ما إذا كان هذا التفضيل للإنتباه إلى عيون الآخرين قد لوحظ أيضاً أثناء تفاعلات الحياة الواقعية وكم مرة سيحدث هذا عندما يتفاعل ويتحدث شخصان مع بعضهما، وبالإضافة إلى ذلك، ونظراً لأن الاتصال المباشر بالعين في التفاعلات الطبيعية غالباً ما يتم تفسيره للإشارة إلى نية تواصلية، فقد قمنا هنا أيضاً بالتحقيق في كيفية ارتباط السلوكيات الواقعية بتفسير معلومات النظرات المتبادلة".

تبادل النظرات ليس أساساً في التفاعل غير اللفظي أو المحادثة بين شخصين

تم اختيار ثلاثين مشاركاً، يشكلون 15 زوجاً للدراسة، ويتألف هؤلاء المشاركون من 25 إناث و 5 ذكور، بمتوسط عمر 20.3 سنة، وركز التحليل في النهاية على بيانات من 14 مشاركاً، منهم 12 أنثى و 2 ذكور، في 7 أزواج بسبب استبعاد البيانات التي لا تتمتع بجودة عالية لتتبع حركة العين.

في البداية، انخرط المشاركون في تفاعلات الوجوه مع شركائهم، حيث تم استخدام نظارات خاصة بتتبع حركة العين، وسهلت هذه النظارات المراقبة في الوقت الفعلي لحركات عيون المشاركين من خلال كل من الكاميرات الأمامية وأجهزة الاستشعار التي تواجه الوجه، مما يضمن تقييم شامل لأنماط حركة العين واتجاهها.

التركيز على فم المتحدث أكثر شيوعاً من تبادل النظرات أثناء الحديث مع شخص آخر

وجد الباحثون أن المتحدثين يشاركون في الغالب في سلوكيات غير متبادلة، وهي تمثل ما يقارب 88 ٪ من وقت التفاعل، وفي المقابل، تمت ملاحظة النظرات المتبادلة، حيث وجه كل من المشاركين نظراتهم لبعضهم البعض في حوالي 12 ٪ فقط من وقت التفاعل، وكانت حالات تركيز المستمع لفم المتكلم هي الأكثر شيوعاً، حيث تجاوزت نسبة التفاعلات بين العينين والفم.

التركيز على الأشياء المحيطة أهم من تبادل النظرات أثناء الحديث

وقال مايران: "لقد انخرطوا على الأقل في تبادل النظرات وجهاً لوجه بنسبة 3.5٪ من التفاعل، لقد فوجئنا بوجود مثل هذا المعدل المنخفض للتواصل المتبادل وجهاً لوجه مع الأخذ في الاعتبار حجم العمل الكبير الذي يشير إلى تفضيل الاهتمام بوجه وعين الآخرين، ومع ذلك، ونظراً لأن النظرة المباشرة لا تعطي أي معلومات اجتماعية ذات قيمة، فمن الممكن أن يختار المشاركون النظر أكثر نحو خلفية غرفة التفاعل ليوفروا لأنفسهم الراحة من نظرات شركائهم". 

المصدر: مجلة Scientific Reports