تجربة بشرية تنجح باستخدام الديدان الخطافية في علاج مرض السكري من النوع الثاني

الديدان الخطافية تنجح في علاج مرض السكري من النوع 2 في التجارب البشرية

بالنسبة للكثيرين، فإن فكرة وضع عشرات من الديدان الخطافية في أمعائك تبدو وكأنها نوع من أنواع التحدي أكثر من كونها علاجاً صحياً مفيداً، لكن العلماء يرون مستقبلاً واعداً لمزرعة الديدان البشرية هذه لعلاج العديد من الحالات المزمنة.

الديدان الخطافية تنجح في علاج مرض السكري من النوع 2 في التجارب البشرية

لأول مرة في العالم، انتهت تجربة بشرية لمدة عامين أجرتها جامعة جيمس كوك JCU، ونجحت الديدان فيها برتبة امتياز، لا سيما فيما يتعلق بمرض السكري من النوع 2، مما يمهد الطريق للقيام بتجربة دولية أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، ومن بين 24 مشاركاً كانوا يحملون الديدان في بطونهم، وعندما عرض عليهم دواء التخلص من الديدان في نهاية السنة الثانية من التجربة، مع خيار البقاء في الدراسة لمدة 12 شهراً إضافية، اختار شخص واحد فقط التخلص من الأصدقاء الذين يحملهم في أمعائه، وكان ذلك فقط لأنه خضع لإجراء طبي.

فوائد العلاج بالديدان الخطافية

وقالت الدكتورة "دوريس بيرس" من المعهد الأسترالي للصحة الاستوائية والطب AITHM التابع لجامعة كاليفورنيا في لندن: "كان لدى جميع المشاركين في التجربة عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2، قدمت التجربة بعض الفوائد الأيضية الكبيرة للمتلقين الذين عولجوا بالديدان الخطافية، وخاصة الذين زرعنا 20 يرقة في أمعائهم".

بالطبع، ليست كل الديدان الخطافية مفيدة، ومثل البكتيريا، تدير هذه الديدان الطفيلية سلسلة كاملة من التفاعلات في جسم الإنسان، لكن استخدام عدد قليل من هذه الديدان الخطافية للعلاج البشري أثبت أن له فوائد متعددة فيما يتعلق بصحة المضيف.

استخدام الديدان الخطافية لعلاج العديد من الأمراض المزمنة

تتابع هذه الدراسة الأخيرة الباحثين الذين استخدموا الديدان الخطافية المزروعة في المختبر لعلاج الحالات المزمنة بنجاح مثل مرض القولون العصبي IBD ومرض الاضطرابات الهضمية، وقد تم إجراء هذا البحث الأخير أيضاً من قبل علماء جامعة JCU.

وفي هذه التجربة، شارك 40 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 27 و 50 عاماً، وكانوا يعانون من علامات مبكرة لأمراض التمثيل الغذائي، وحصلوا على إما 20 أو 40 يرقة مجهرية من نوع الدودة الشصية "الخطافية" البشرية، في حين أخذت مجموعة أخرى دواءً وهمياً.

دور الديدان الخطافية في مقاومة الأنسولين

وبالنسبة للنتائج، شهد الأشخاص الذين يحملون 20 من الديدان الخطافية انخفاضاً في مقاومة الأنسولين إلى نطاق صحي، كما شهد الأشخاص الذين يحملون 40 من الديدان الخطافية انخفاضاً أقل في مقاومة الأنسولين، في حين شهدت المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي زيادة في مقاومة الأنسولين.

كما كان لدى الأشخاص الذين يحملون الديدان في أمعائهم مستويات أعلى من السيتوكينات، والتي تلعب دوراً حيوياً في تحفيز الاستجابات المناعية. 

المصدر: مجلة الطبيعة Nature