تشير دراسة حديثة إلى عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين عدد المرات التي يشارك فيها الشباب في أنشطة تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي مثل نشر التحديثات، والإعجاب بالمحتوى، والتعليق على منصات التواصل الاجتماعي، وتجربتهم اللاحقة للأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق مع مرور الوقت، وتم نشر البحث في مجلة الكمبيوتر وسلوك الإنسان.
نتائج متضاربة لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمراهقين
وكان الدافع وراء هذه الدراسة هو القلق المتزايد المحيط بالتأثير المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمراهقين، خاصة بسبب ازدياد المشاكل العاطفية بين الشباب خلال العقد الماضي، ونظراً لأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة المراهقين، فقد هدف الباحثون إلى معالجة النتائج المتضاربة للدراسات السابقة فيما يتعلق بالعلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونتائج الصحة العقلية.
دراسة حول العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإصابة بالقلق والاكتئاب لدى الشباب
تقول مؤلفة الدراسة "سيلجي ستاينسبيك" أستاذة علم نفس الأطفال والمراهقين في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا: "إن وسائل التواصل الاجتماعي هي سياق جديد حيث يقضي المراهقون الكثير من الوقت عليها، ولتعزيز التنمية الصحية، نحتاج إلى معرفة كيف يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب، فهناك الكثير من القلق، وهناك حاجة إلى المعرفة، نحن بحاجة إلى معرفة أي نوع من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر جيداً أو سيئاً".
لإجراء الدراسة، استخدم الباحثون بيانات من دراسة تروندهايم المبكرة الآمنة TESS، وهي دراسة طولية للصحة العقلية للأطفال والنمو النفسي والاجتماعي، وبدأت الدراسة مع الأطفال في سن الرابعة، وتم إجراء التقييمات كل سنتين حتى سن 16 عاماً.
تم جمع البيانات من خلال مقابلات نفسية شبه منظمة مع المشاركين وأولياء أمورهم، وقياس أعراض الاكتئاب والقلق الاجتماعي والقلق العام بناءً على معايير DSM-5، وتم تقييم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام المقابلات أيضاً، واكتشاف سلوكيات مختلفة مثل نشر التحديثات والإعجاب والتعليق، ونشر الصور الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وسائل التواصل الاجتماعي لا تلعب دور في الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب
لم يجد الباحثون أي دليل على أن التغيرات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تنبأت بالتغيرات اللاحقة في مستويات أعراض الاكتئاب أو القلق الاجتماعي أو القلق العام لدى المشاركين، وبالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك تأثيرات كبيرة في الاتجاه المعاكس، مما يعني أن التغيرات في أعراض الاكتئاب والقلق لم تتنبأ بالمستويات المستقبلية لسلوك وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك قرر الباحثون أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تلعب أي دور في الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب.
المصدر: مجلة الكمبيوتر وسلوك الإنسان