عندما تدخل شركة عملاقة بحجم باي بال - PayPal عالم العملات المستقرة في سوق العملات الرقمية، فمن المتوقع أنها ستحتل مراكز متقدمة.
ولكن ما أثار دهشة الكثيرين هو أن العملة المستقرة من باي بال، PYUSD الصادرة عن شركة Paxos، فشلت في الحصول على الصدارة المتوقعة.
المشهد المتدهور للعملة المستقرة
واجه سوق العملات المستقرة، الذي كان في السابق مجالاً مزدهراً، نصيبه من الاضطرابات مؤخراً. ومن 167 مليار دولار في بداية عام 2023، تآكلت إلى القيمة السوقية الحالية، حوالي 124 مليار دولار.
وفي حين أن عمالقة الصناعة، بما في ذلك USDC وUSDT يشهدون تدفق الملايين يومياً، إلا أن هناك ارتفاع متزامن في البدائل المركزية واللامركزية التي تحاول سد الفجوة.
وبدت PYUSD من باي بال، الذي تم إطلاقها في 7 آب/أغسطس، مستعدة لتحدي الهيمنة الساحقة لـ شركتي سيركل - Circle والتيثر - Tether في هذا القطاع.
ولكن، بعد مرور ثلاثة أسابيع، كانت الواقع مخالفاً للتوقعات. وقد أشار النقاد إلى طبيعتها المركزية باعتبارها نقطة ضعف محتملة، مما يمنعها من اكتساب الزخم.
ركود PYUSD
وفقاً لـ Coinmarketcap، يوجد عرض متداول يبلغ 47 مليون PYUSD، لكن معظم هذه العملات لا تزال قيد الانتظار. وفقاً لـ DeFiLlama، فهي راكدة إلى حد كبير.
ومما يزيد من ترسيخ التوقعات القاتمة، وفق بيانات Nansen، فإن 90٪ من العرض المتداول لا تملكها سوى شركة Paxos، الجهة المصدرة لـ PYUSD.
وفي الوقت نفسه، شهد عالم العملات المستقرة مشاركين آخرين يقتحمون المشهد بنجاح أكبر. على سبيل المثال، حققت GHO من بروتوكول الإقراض Aave قيمة سوقية حوالي 17.53 مليون دولار بعد ثلاثة أسابيع فقط من إطلاقها.
وبالمثل، تجاوزت عملة crvUSD من Curve بسرعة علامة 18 مليون دولار بعد إطلاقها.
وبحسب مؤسس Aave، ستاني كوليتشوف، فإن "السحر الحقيقي يكمن في إنشاء حالات استخدام ملموسة في العالم الحقيقي، وفي حين تبقى السيولة قاعدة محورية لأي عملة مستقرة، فإن التشويق لا يقتصر فقط على تعدين العملة وتوفير السيولة.
وفي حين أن نفوذ الشركة وسمعتها لا يمكن إنكارهما، فإن تقدم PYUSD أو ركودها يعد بمثابة شهادة على حقيقة أنه في سوق العملات الرقمية المتطور باستمرار، فإن الإنجازات السابقة لا تضمن النجاح في المستقبل.
