قضاء وقت في الطبيعة هو الدواء الأفضل للصحة العقلية والنفسية

وصفة طبية تعتمد على قضاء الوقت في الطبيعة

هذه الوصفة الطبية لا تأتي في زجاجة دواء أو على شكل حبوب، ولا تحتاج إلى التأمين الصحي، ولن يكون لها أي آثار جانبية سلبية، باستثناء حروق الشمس العرضية أو لدغات الحشرات، حيث تبدو الوصفة على هذا الشكل:

نوع الدواء: التنزه في غابة أو منتزه، الجرعة: 45 دقيقة، وقت تناول الدواء: الاثنين والأربعاء والجمعة والسبت الساعة 7:00 صباحاً، تكرار الدواء: غير محدود.

فوائد التنزه في الطبيعة للصحة العقلية والنفسية

غالباً ما تصف ميلر جرعات من الطبيعة كجزء من خطط علاجية أوسع لمشاكل الصحة العقلية والنفسية مثل الحزن أو الاكتئاب أو القلق، وتصر على أن قضاء الوقت في الخارج يمكن أن يحدث العجائب، وهي ليست الوحيدة التي تعتقد ذلك، حيث تقول: "إن الوصفات الطبية الطبيعية تحظى بشعبية متزايدة، فالكثير من الناس يلاحظون ما تفعله الطبيعة بعقلك ويجدون بيانات موضوعية تدعم ذلك".

الفوائد الصحية لقضاء الوقت في الطبيعة

بيتر جيمس هو واحد من هؤلاء الناس، حيث استخدم جيمس، وهو أستاذ مساعد في قسم الطب السكاني بمعهد هارفارد بيلغريم للرعاية الصحية، بيانات من دراسة صحة الممرضات، التي تابعت مجموعة مكونة من 121 ألف امرأة لعقود من الزمن، لاستكشاف الروابط بين الطبيعة والصحة، ومن خلال ربط السجلات الطبية ببيانات الأقمار الصناعية، اكتشف جيمس وزملاؤه أن النساء اللاتي يعشن في المناطق التي تحتوي على أكبر قدر من المساحات الخضراء كن أقل عرضة للوفاة بنسبة 12% خلال فترة متابعة مدتها ثماني سنوات، وكما هو موضح في ورقة بحثية نُشرت عام 2016 في مجلة منظورات الصحة البيئية، كان هذا الارتباط هو الأقوى بالنسبة للسرطان ووفيات الجهاز التنفسي.

تأثير المساحات الخضراء على الصحة العقلية والنفسية

وتساءل جيمس لماذا قد تقلل المساحات الخضراء من خطر الوفاة، هل لأن النباتات تمتص ملوثات الهواء؟ أم لأن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الحدائق يحصلون على المزيد من التمارين الرياضية؟

ومن خلال تحليل الآليات الأساسية والتحكم في عوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، تفاجأ هو وزملاؤه عندما علموا أن النشاط البدني ومستويات التلوث لا يفسران الانخفاض في معدل الوفيات، وبدلاً من ذلك، كانت الصحة العقلية، التي تقاس بالاكتئاب الذي تم تشخيصه أو استخدام مضادات الاكتئاب، هي المحرك الأكثر أهمية الذي تم تحديده، ولعبت المشاركة الاجتماعية دوراً أقل أهمية، ولكنه لا يزال مهماً.