مركبة هبوط قمرية محطمة جلبت مستعمرة من «الدببة المائية» المجهرية إلى القمر

هل سيتم استعمار القمر من قبل دببة الماء المجهرية؟

أرسلت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية مسبار "بيريشيت" إلى القمر عام 2019، والذي كان يحمل الآلاف من دببة الماء المجهرية المعروفة أيضاً باسم ( الدببة المائية المجهرية)، ولسوء الحظ، فقد العلماء السيطرة على مركبة الهبوط، وتحطمت بيريشيت على سطح القمر.

من المعروف أن دببة الماء المجهرية قادرة على تحمل الظروف القاسية، حيث يمكن أن تظل مجمدة لعقود من الزمن، ويمكنها أيضاً تحمل الحرارة العالية والضغط الكبير، وهذا التحمل المذهل يعني أنه بإمكانهم النجاة من البرد والإشعاع المكثف للفضاء دون رطوبة، ولكن هل يمكن لدببة الماء المجهرية على متن السفينة بريشيت أن تنجح في النجاة؟!

ما هي دببة الماء المجهرية؟

كانت دببة الماء المجهرية جزءاً من "مكتبة قمرية"، وهي عبارة عن كائن بحجم قرص الـ DVD المصنوع من صفائح رقيقة من النيكل أنشأتها مؤسسة Arch Mission، وكانت تحتوي على "نسخة احتياطية من كوكب الأرض"، بما في ذلك عينات الحمض النووي، وكل المعلومات الموجودة على ويكيبيديا، ومفتاح لغوي لـ 5000 لغة، وتم رش الآلاف من دببة الماء فوق الشريط الموجود في المكتبة القمرية، والذي تم لفه بعدة طبقات من العزل ثم تم تثبيته على مركبة الهبوط بيريشيت.

وبعد الحادث، اجتمعت مؤسسة Arch Mission مرة أخرى مع المستشارين الفنيين لدراسة صور الموقع التي التقطتها مركبة Lunar التابعة لناسا، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن المكتبة القمرية ربما تكون خرجت من المسبار أثناء الحادث، وفقاً لمجلة سميثسونيان، وقالت نوفا سبيفاك، من مؤسسة Arch Mission ، أن حرارة الاصطدام لم تكن كافية لإذابة أقراص النيكل الموجودة في المكتبة.

هل يمكن لدببة الماء المجهرية استعمار القمر؟

وبينما يحلم الكثيرون بمستعمرة من دببة الماء التي تسيطر على القمر، فإن الأمور قد لا تكون بهذه السهولة، فليس هناك ما يضمن أن دببة الماء لم تخرج من حالة السبات المتجمدة التي كانت فيها، ومن غير المرجح أن تكون قد نجحت في ذلك.

وقال خبير دببة الماء، لوكاس كازماريك، لصحيفة الغارديان: "إنهم لا يستطيعون استعمار القمر لأنه لا يوجد غلاف جوي ولا ماء سائل، لكن قد يكون من الممكن إعادتهم إلى الأرض ثم إضافة الماء، وبذلك سيعودوا إلى الحياة مجدداً".

وفي نهاية المطاف، إذا استكشفت البعثات القمرية المستقبلية موقع تحطم بريشيت، فإن مصير هذه المخلوقات سيصبح واضحاً، وفي السيناريو الجامح المتمثل في إمكانية إحيائها أو ازدهارها فعلياً على سطح القمر، سيكون هذا بمثابة شهادة ليس فقط على قدرتها على التحمل ولكنه أيضاً سيفتح الباب أمام كيفية إيجاد المخلوقات المجهرية طريقة للانتقال من جرم سماوي إلى آخر، وهو أمر مهم جداً.

المصدر: مجلة سميثسونيان