تموت الخلايا طوال الوقت في أجسامنا، ويموت الكثير منها دون إحداث أي ضجة، كما تموت الكثير من الخلايا أثناء المرض، وتدفع بقاياها المتحللة جهاز المناعة إلى حالة من اليقظة الشديدة.
وفي حين أن عمليات موت الخلايا المبرمج هذه تخضع عادة لرقابة مشددة، إلا أنها يمكن أن تفشل، مما يسبب السرطان إذا لم تموت الخلايا أو ستحدث الكثير من الالتهابات إذا ماتت الخلايا بمعدل أعلى من المعدل الطبيعي.
ماهي حالة التنخر التي تصيب الخلايا؟
يقول الباحثون إن هناك آلية وراثية تمنع الخلايا من الموت بمعدل عالي، وتسمى هذه الحالة بالتنخر، وهو النوع الشرس من موت الخلايا المبرمج الذي عادة ما ينبه الجهاز المناعي إلى وجود العدوى، ولكنه يمكن أن يؤدي إلى استجابة التهابية مفرطة إذا لم يتم السيطرة عليه.
خطأ جيني يزيد خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية
والآن، وفي دراستهم الأخيرة، يقول الباحثون أن أحد الأخطاء الجينية، وهو تغيير في الجين الذي يشفر بروتين يسمى MLKL، يمكن العثور عليه في ما يصل إلى 3% من الناس، ولكن لم يربط الباحثون بعد هذا الجين بأي مرض معين، على الرغم من أنهم واثقون من أنه يمكن أن يزيد من خطر إصابة الأشخاص بالأمراض الالتهابية مثل مرض السكري عندما يقترن بعوامل وراثية وبيئية أخرى، ويُطلق على هذا المتغير الجيني اسم S132P.
ملايين الناس تحمل متغير جيني وراثي يزيد من موت الخلايا
ملايين الناس تحمل متغير جيني وراثي يزيد من موت الخلايا
وقالت "سارة غارنيش" عالمة الأحياء الخلوية في مركز والتر وإليزا للأبحاث الطبية في ملبورن، أستراليا، والتي قادت الدراسة الأخيرة: "بالنسبة لمعظمنا، سيتوقف MLKL عندما يطلب الجسم منه التوقف، ولكن 2 إلى 3% من الأشخاص لديهم شكل من MLKL أقل استجابة لإشارات التوقف، وعلى الرغم من أن نسبة 2 إلى 3% لا تبدو كبيرة، فعندما تفكر في عدد سكان العالم، فإن هذا يعني أن هناك عدة ملايين من الأشخاص الذين يحملون نسخة من هذا الجين المتغير".
متغير جيني وراثي مرتبط بموت الخلايا المنفجر
يذكر أنه في عملهم السابق، اكتشف فريق الباحثين، بقيادة "جوان هيلدبراند" عالمة الأحياء الخلوية، أن S132P هو ثالث أكثر المتغيرات البشرية شيوعاً في MLKL، وأظهروا أيضاً أنه يتراكم باستمرار في أغشية الخلايا حتى تنفجر تلك الخلايا، وتنفجر مع جزيئات التهابية تسمى السيتوكينات.
