هل تسعى الصين لتجهيز مقاتلاتها الشبح بأسلحة نووية؟

الرصد العسكري

محللون أمريكيون يزعمون أن الصين تسعى إلى تسليح المقاتلات الشبح بأسلحة نووية

23 كانون الأول 2023 16:14

ألقى يانغ وي، كبير مصممي المقاتلة الشبح الصينية J-20، محاضرة في شهر تشرين الأول الماضي، تحدث فيها عن القاذفة الشبح الأمريكية B-21 Raider، التي قامت بأول رحلة لها في شهر تشرين الثاني بعد أن تم الكشف عنها للجمهور قبل عام من ذلك.

ادعى المعلقون في ذلك الوقت أن يانغ قلل من شأن الطائرة B-21 الأمريكية، قائلًا إنها "لا يمكن مقارنتها بطائرتنا"، وقصد بذلك القاذفة الشبح H-20 الصينية التي لم يتم الكشف عنها بشكل علني حتى الآن، والتي تطورها شركة Xi'an، ويُعتقد أيضاً أنها قادرة على حمل أسلحة نووية، وذلك وفقاً لما ذكره موقع Popular Mechanics. 

محلل صيني ينتقد بطء العمل على تطوير قاذفة الشبح الأمريكية

وكانت المحاضرة التي ألقاها يانغ، في الأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية CAEP المعروفة أيضاً باسم المعهد التاسع، بمثابة دراسة واسعة النطاق حول تطور الحرب الجوية، وتطرقت إلى تطور أجيال المقاتلات النفاثة.

كما عرض يانغ أيضاً شرائح تحتوي على لقطات شاشة من تقارير أمريكية قديمة، مشيراً إلى أن الخبراء الأمريكيين قالوا أن طائرة B-21 ستحتوي على العديد من المكونات التي تم تطويرها بالفعل لتقليل التكاليف ووقت البحث والتطوير لتعزيز وجهة نظره حول بطء العمل على القاذفة الأمريكية.

محلل عسكري يقارن سرعة البحث والتطوير العسكري بين الصين والولايات المتحدة

وكان يانغ يقارن سرعة البحث والتطوير العسكري في الصين واعتماد الأدوات الرقمية مع تلك الخاصة بالولايات المتحدة، وفي تلك المقارنة، خلص إلى أن الصين لا تزال قادرة على تطوير طائرات جديدة أسرع من الولايات المتحدة، لكن هذا الاختلاف في سرعة عمليات البحث والتطوير والمشتريات في صناعة الدفاع الأمريكية ليس بالضبط ما فهمه الأمريكيون من عبارة "طائرتنا أفضل من طائرتهم" كما تم تصويرها.

الصين تدرس تجهيز المقاتلات الشبح بأسلحة نووية

لكن القنبلة الفعلية للعرض جاءت في مكان آخر، حيث هنأ يانغ الأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية على احتفالها بالذكرى الخامسة والستين لتأسيسها، وأشار إلى أن منظمته، معهد تشنغدو لأبحاث وتصميم الطائرات، الذي يقوم بالبحث والتطوير لصالح شركة تشنغدو للفضاء، تعمل الآن بشكل وثيق مع الأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية في مشروع مشترك.

علماً أن الأكاديمية الصينية للفيزياء الهندسية تعمل كمنظمة رئيسية لأبحاث وتطوير الأسلحة النووية في الصين، ويقع مقرها بالقرب من مدينة تشنغدو في ميانيانغ.

ووفقاً لموقع Popular Mechanics، ربما يمكن اعتبار تلك الكلمات مجرد مجاملات بيروقراطية حول التعاون الوثيق بين الإدارات، ولكن المحللين الأمريكيين أكدوا أن يانغ يشير ضمناً إلى أن المؤسسات الصينية تدرس وتتشاور بشأن عملية تجهيز المقاتلات الشبح المصنعة في تشنغدو بأسلحة نووية، وهي قدرة غائبة حتى الآن عن الأسطول المقاتل الصيني.

لماذا لا تضع الصين أسلحة نووية على متن مقاتلاتها؟

لقد ركزت العقيدة النووية الصينية تاريخياً على الأسلحة الاستراتيجية للردع الدفاعي والانتقام، على عكس تلك التي تم تطويرها في المقام الأول للاستخدام "التكتيكي" والفوائد القتالية، ويتضمن ذلك سياسة عدم القيام بالضربة الأولى وامتلاك ترسانة نووية صغيرة نسبياً، على الرغم من أنها كانت تنمو بسرعة في السنوات الأخيرة.

وهكذا، في حين تنشر القوات الجوية الأمريكية القنابل النووية التكتيكية على مقاتلاتها متعددة الأدوار، فإن الردع النووي الجوي الصيني يعتمد على القاذفات الاستراتيجية H-6، باستثناء عدد صغير من الطائرات الهجومية المعدلة خصيصاً من طراز Q-5 خلال السبعينيات والثمانينيات.

قدرات الردع النووية الجوية الصينية

وحتى ذلك الحين، يُعتقد أن دور القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني في توفير الردع النووي الجوي قد انتهى فعلياً لفترة، قبل أن يتم إحياؤه في عام 2018 تقريباً، وحالياً، يتم تسليح قاذفات القنابل الجديدة H-6N التابعة للواء القاذفات 106، بصواريخ باليستية تُطلق من الجو، ويُعتقد أنها تشكل قوة ردع نووية جوية صينية وتوفر قدرة إقليمية على توجيه ضربات على مسافات تمتد إلى بضعة آلاف الكيلومترات، ويجب على هذه القاذفات، التي تتميز بأجهزة التزود بالوقود جواً، أن تعتمد على مدى وصول صواريخها لأن القاذفات نفسها بطيئة للغاية ويمكن اكتشافها بسهولة، ولذلك فهي غير قادرة على الاقتراب من دفاعات العدو الجوية ومقاتلاته، وفقاً للموقع. 

المصدر: موقع Popular Mechanics