بنية الهضبة الحدودية الميلانيزية لاتزال تتشكل منذ عصر الديناصورات

منوعات

بنية جيولوجية فوقية غريبة لا تزال تتشكل في المحيط الهادئ منذ عصر الديناصورات

15 كانون الثاني 2024 13:08

تشكلت هضبة الحدود الميلانيزية على أربع مراحل منفصلة، وهو أمر غير عادي إلى حد كبير، وتقع البنية الفوقية الغريبة في أعماق المحيط الهادئ، وهي بنية جيولوجية هائلة لا تزال تنمو منذ العصر الطباشيري، تغذيها مجموعة من البراكين داخل الصفائح وأصبحت مساحتها الآن أكبر من مساحة بريطانيا العظمى.

الهضبة الحدودية الميلانيزية لاتزال تتشكل منذ عصر الديناصورات

وفي دراسة جديدة، حاول الجيولوجيون فهم كيفية تشكل ما يسمى بالهضبة الحدودية الميلانيزية، وخلصوا إلى أنها تشكلت من خلال عدة ثورات بركانية مختلفة بدأت عندما كانت الديناصورات تجوب الأرض وتستمر حتى يومنا هذا.

يتناثر في قاع البحر عدد لا يحصى من الجبال البحرية، أي الجبال المغمورة بالماء، والتلال ومجموعة من الهياكل البركانية الأكبر حجماً، وغالباً ما يفترض الخبراء أن هذه المعالم تحت الماء تشكلت نتيجة لاضطرابات بركانية مفاجئة إلى حد ما، وهذه الاضطرابات لديها القدرة على أن تكون كارثية لأنها تؤدي إلى تغيرات بيئية كبيرة.

البنية الفوقية الفريدة لهضبة الحدود الميلانيزية

ومع ذلك، يشير البحث الأخير إلى أن هضبة الحدود الميلانيزية لها خلفية أكثر تعقيداً من ذلك، فهي تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ، ويبدو أن ما يسمى بـ "البنية الفوقية" قد تشكلت على مدى ملايين وملايين السنين من خلال نشأة بطيئة على أربع مراحل متميزة.

وقال "كيفن كونراد" قائد الدراسة والأستاذ المساعد في جامعة نيفادا، لاس فيغاس: "هناك بعض المعالم المميزة في حوض المحيط الهادئ، لكن هذه البنية مميزة لدرجة أن العلماء لا يعرفون سوى مثال واحد فقط عنها، حيث تبدو هذه البنية وكأنها حدث فردي ضخم للغاية".

وتابع كونراد: "في بعض الأحيان عندما نختبر هذه البنية بالتفصيل، ندرك أنها مبنية بالفعل بسبب انفجارات متعددة على مدى عشرات الملايين من السنين ولن يكون لها آثار بيئية كبيرة".

أصل البنية الفوقية لهضبة الحدود الميلانيزية بدأت في العصر الطباشيري

وللوصول إلى النتائج التي توصلوا إليها، أجرى الفريق تحليلاً جيوكيميائياً على العينات المأخوذة من منطقة هضبة الحدود الميلانيزية، والجبال البحرية في ساموا الغربية، ومقاطعة الجبال البحرية في ساموا الشرقية، ومنطقة سلسلة الجبال البحرية في توفالو.

وأظهر هذا التحليل أن أصل البنية الفوقية بدأ في العصر الطباشيري منذ حوالي 120 مليون سنة، مع تدفق هائل للحمم البركانية أدى إلى تكوين مجموعة من الجبال البحرية.

وفي المرحلة الثانية، منذ ما بين 56 مليون إلى 33.9 مليون سنة، مر الغلاف الصخري، أي القشرة الصخرية الخارجية للأرض، فوق منطقة بركانية تسمى نقطة أراغو الساخنة، مما أدى إلى تكوين المزيد من الجبال البحرية وبعض الجزر المحيطية، ثم تآكلت هذه الجزر في النهاية وغرقت تحت السطح.

بنية فوقية غريبة لاتزال تنمو في المحيط الهادئ حتى الآن

ثالثاً، تم إعادة تنشيط نفس الجزر والجبال تحت الماء في عصر الميوسين، قبل 23 إلى 5 ملايين سنة، وتشكلت براكين جديدة مع مرور الغلاف الصخري للأرض فوق نقطة ساخنة أخرى، وهي نقطة ساموا الساخنة، لا تزال هذه النقطة البركانية الساخنة تنشئ جزراً جديدة حتى يومنا هذا.

وأخيراً، وفي الفترة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، ظهرت انفجارات بركانية جديدة في الهضبة بسبب تشوه الغلاف الصخري الناتج عن تراجع صفيحة المحيط الهادئ أسفل خندق تونغا.

إنها قصة معقدة فعلاً، ويقول الباحثون أنها ستوفر صورة أكثر دقة لكيفية تشكل بعض المعالم تحت الماء، ومن أجل وصف الناتج الجيولوجي النهائي لهذه الأحداث متعددة المراحل، يقترح الفريق مصطلح "الهياكل الفوقية للوحة الوسطى المحيطية". 

المصدر: مجلة Earth and Planetary Science