ازدادت حالات الإصابة بسرطان الثدي بشكل طردي لدى النساء تحت سن الـ 50 عاماً على مدى العقدين الماضيين، مع زيادات كبيرة في السنوات الأخيرة، وفقاً لدراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، ويؤكد الخبراء أن معظم الحالات ناتجة عن أورام مستقبلات هرمون الاستروجين الإيجابية، والنمو السرطاني الذي يغذيه هرمون الاستروجين.
وعلى الرغم من أن عدد حالات سرطان الثدي ترتفع بشكل عام، إلا أن هناك انخفاضاً في أنواع معينة من الأورام وبين مجموعات محددة من النساء، وهذا قد يقدم أدلة مهمة حول استراتيجيات الوقاية الممكنة.
الإصابة بسرطان الثدي في وقت مبكر
وقال كبير الباحثين الدكتور "أديتونجي توريولا" أستاذ الجراحة ورئيس برنامج الوقاية من السرطان ومكافحته في مركز سايتمان للسرطان: "بالنسبة لمعظم النساء، لا يبدأ الفحص المنتظم لسرطان الثدي حتى سن الأربعين على الأقل، لذا فإن النساء الأصغر سناً اللاتي يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي يكونون في مرحلة متأخرة، وعندما يكون المرض أكثر تقدماً يكون علاجه أصعب".
الإصابة بسرطان الثدي في وقت مبكر
وأوضح توريولا: "يقدم هذا البحث طريقة للبدء في تحديد العوامل التي تؤدي إلى هذه المعدلات المتزايدة، بهدف إيجاد طرق لإبطائها أو منعها، كما يمكن أن يساعد في تحديد النساء الشابات المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي في وقت مبكر، بحيث يمكننا تصميم تدخلات لتقييمها في التجارب السريرية لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تقليل هذا الخطر".
ارتفاع معدل إصابة النساء الشابات بسرطان الثدي
قام فريق البحث بتحليل بيانات من أكثر من 217000 امرأة أمريكية تم تشخيص إصابتهن بأي نوع من سرطان الثدي من عام 2000 حتى عام 2019، ووفي عام 2000، كان معدل الإصابة بسرطان الثدي بين النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 49 عاماً حوالي 64 حالة لكل 100000 شخص.
وعلى مدار الأعوام الستة عشر التالية، ارتفع هذا المعدل ببطء، حيث زاد بنحو 0.24% سنوياً، وبحلول عام 2016، وصل المعدل إلى حوالي 66 حالة لكل 100 ألف شخص، ولكن بعد عام 2016، ولأسباب لم يفهمها الباحثون بعد، اتخذ خط الاتجاه منعطفاً حاداً صاعداً، حيث ارتفع بشكل سريع بنسبة 3.76% سنوياً، وبحلول عام 2019، أي بعد ثلاث سنوات فقط، وصل المعدل إلى 74 حالة لكل 100 ألف شخص.
ارتفاع معدل إصابة النساء الشابات بسرطان الثدي
العلاقة بين أورام مستقبلات هرمون الاستروجين وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي
وهناك جانب إضافي مثير للاهتمام في البيانات وهو أن الزيادة في حالات الإصابة بسرطان الثدي ترجع بالكامل تقريباً إلى زيادة الأورام التي تكون مستقبلات هرمون الاستروجين فيها إيجابية، وتحتوي هذه الأورام على بروتينات على أسطحها ترتبط بالإستروجين، مما يغذي نمو الورم، وفي الواقع، انخفض معدل الإصابة بالأورام دون مستقبلات هرمون الاستروجين على مدى 20 عاماً من البيانات التي تم تحليلها في الدراسة.
وقال توريولا: "نحن بحاجة إلى فهم ما الذي يدفع الزيادة المحددة في الأورام الإيجابية لمستقبلات هرمون الاستروجين، كما نأمل أيضاً أن نتعلم من الانخفاض في الأورام السلبية لمستقبلات هرمون الاستروجين، فإذا تمكنا من فهم ما الذي يدفع هذا المعدل إلى الانخفاض، فربما يمكننا تطبيقه في الجهود المبذولة لتقليل أو منع أنواع أخرى من أورام الثدي".
المصدر: مجلة JAMA