فيروس الهربس الفموي عامل خطر للإصابة بالخرف

علوم

فيروس الهربس الفموي البسيط يضاعف خطر الإصابة بمرض الخرف والزهايمر

19 شباط 2024 14:03

يمكن للفيروس الذي يسبب القرحة الشائعة والبثور المؤلمة في الفم أن يعرض الأشخاص لخطر أكبر للإصابة بمرض الزهايمر والخرف.

وجدت دراسة طويلة الأمد أجريت على أكثر من ألف شخص يبلغ من العمر 70 عاماً في السويد أن أولئك الذين تعرضوا لفيروس الهربس البسيط "المعروف أيضاً باسم فيروس الحلأ" من النوع 1 HSV-1 يواجهون خطراً مضاعفاً للإصابة بالخرف بالنسبة لغيرهم. 

الالتهابات الفيروسية الشائعة قد تكون مصدراً للتدهور المعرفي

وظل هذا الارتباط موجوداً بغض النظر عن أقوى اثنين من العوامل المعروفة لمرض الزهايمر اليوم، وهي العمر والمتغير الجيني المسمى APOE-4، وهذه النتائج هي الأحدث التي تشير إلى أن بعض الالتهابات الفيروسية الشائعة قد تكون مصدراً مهماً للتدهور المعرفي.

واليوم، يحمل ما يقرب من 80% من البالغين الأجسام المضادة لفيروس الهربس البسيط من النوع 1، سواء كانوا يعرفون ذلك أم لا، مما يعني أن أجهزتهم المناعية قد تعرضت لمسببات المرض في وقت ما في الماضي.

فيروس الهربس الفموي عامل خطر للإصابة بالخرف

وفي حين أن العديد من المصابين بالهربس الفموي لا تظهر عليهم أي أعراض، فإن آخرين يتعرضون لنوبات الالتهاب والبثور حول الفم والشفتين من وقت لآخر، وبغض النظر عن كيفية ظهور العدوى، تشير النتائج الجديدة من السويد إلى أن فيروس HSV-1 يمكن أن يكون له تأثيرات خفية على الدماغ.

وتقول عالمة الأوبئة إريكا فيستين من جامعة أوبسالا في السويد: "من المثير أن النتائج تؤكد الدراسات السابقة، حيث يظهر المزيد والمزيد من الأدلة من الدراسات التي، مثل النتائج التي توصلنا إليها، تشير إلى فيروس الهربس البسيط هو عامل خطر مهم للإصابة بالخرف".

الإصابة بالخرف قد يكون علامة على استجابة دفاعية ضد الميكروبات

تعد الأسباب الأساسية للخرف واحدة من أكثر الألغاز التي تم التحقيق فيها بشكل كبير في العلوم الطبية الحديثة، ومرض الزهايمر هو النوع الأكثر شيوعاً من الخرف، وفي كثير من الأحيان، ولكن ليس دائماً، يتميز بتكتل بروتين غير طبيعي في الدماغ.

ولعدة سنوات، ركز علماء الأعصاب والباحثون في مجال الأدوية على منع هذه التكتلات للحد من التدهور المعرفي دون تحقيق أي نجاح يذكر.

ويعتقد بعض الخبراء الآن أن هذه الكتل لديها كل الأسباب لوجودها في الدماغ، حيث يمكن أن تلعب دوراً في الاستجابة المناعية للجهاز العصبي المركزي، أو إصلاح الضرر أو منع مسببات الأمراض من التسبب في الضرر.

ولذلك فإن بعض أنواع مرض الزهايمر يمكن أن تكون علامة على استجابة دفاعية "خارجة عن السيطرة" ضد الميكروبات.

تم اقتراح فكرة أن العدوى قد تؤدي إلى بعض الاختلافات بالنسبة للإصابة بمرض الزهايمر لأول مرة في عام 1907، ولكن تم تجاهل هذه الفرضية وتم التعامل معها بـ "الكثير من العدائية" من قبل المجتمع العلمي لعدة عقود، ولم يظهر هذا المسار باعتباره طريقة مقبولة للدراسة إلا في الآونة الأخيرة.

فيروس الهربس البسيط يزيد خطر الإصابة بالخرف

في التسعينيات، تم العثور على مستويات غير عادية من الحمض النووي لفيروس HSV-1 في أدمغة مرضى الزهايمر المتوفين لأول مرة، وفي وقت لاحق، في عام 2008، اكتشف الباحثون أن الحمض النووي لفيروس HSV-1 كان موجوداً في 90% من لويحات البروتين في أدمغة مرضى الزهايمر بعد الوفاة، وبالإضافة إلى ذلك، تم العثور على 72% من الحمض النووي لفيروس HSV-1 في الدماغ داخل هذه اللويحات.

قام الباحثون في جامعة أوبسالا وجامعة أوميو في السويد بدراسة هذه النتائج من خلال متابعة المرضى الأصغر سناً لفترة أطول من الوقت.

ومن بين جميع المشاركين البالغين البالغ عددهم 1002 الذين تمت متابعتهم لمدة 15 عاماً، كان 82% منهم يحملون الأجسام المضادة لفيروس HSV-1، وكان هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بالخرف خلال فترة الدراسة بمرتين مقارنة بأولئك الذين لم يحملوا الأجسام المضادة لـ HSV-1.

ومن المثير للاهتمام أن المشاركين الذين يحملون عامل الخطر الجيني، APOE-4، لم يكونوا أكثر عرضة لإظهار التدهور المعرفي المرتبط بالأجسام المضادة لـ HSV-1. 

المصدر: مجلة الزهايمر