كشفت الحكومة الأوكرانية، في 25 آذار الفائت، عن هجوم شنته روسيا على كييف، والذي تضمن استخدام صواريخ زيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والمعروفة أيضاً باسم 3M22 Tsirkon، والتي يقال أنها أُطلقت من شبه جزيرة القرم، ويمثل هذا الهجوم خامس عملية نشر لهذا السلاح منذ بداية العام، مما يشير إلى نية روسيا اختبار القدرات الدفاعية لأوكرانيا، بما في ذلك ضد الأنظمة المتقدمة مثل نظام باتريوت الذي أرسلته الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، ويشتهر صاروخ "زيركون" بكونه "لا يمكن اعتراضه" بوسائل الدفاع الحالية، وذلك بفضل سرعته الاستثنائية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومسار طيرانه، وقدرته على المناورة، وفقاً لما ذكره موقع
روسيا مستمرة في استخدام وتطوير صاروخ زيركون الفرط صوتي
إن استمرار روسيا في اعتماد وتطوير صاروخ "زيركون" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، يسلط الضوء على سعيها المستمر للسيطرة على مجال التقنيات العسكرية المتقدمة، ومن خلال التركيز على الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل زيركون، لا تعمل روسيا على تعزيز قدرتها على الابتكار العسكري فحسب، بل تؤكد أيضاً التزامها بسباق التسلح حيث تصبح السرعة الفائقة معيار التفوق العسكري، وهذا التقدم يضع روسيا في طليعة التكنولوجيات العسكرية، متجاوزة قدرات الناتو الحالية من حيث سرعة الصواريخ والقدرة على المناورة، كما أن الافتقار إلى دفاعات تفوق سرعتها سرعة الصوت داخل حلف شمال الأطلسي يسلط الضوء على الفجوة التكنولوجية المتزايدة التي سيحتاج الحلف إلى سدها، وبالتالي فإن تطوير صواريخ زيركون لا يمثل مجرد تقدم في الترسانة الروسية، لكنه يشكل أيضاً تحدياً استراتيجياً كبيراً لحلف شمال الأطلسي وحلفائه، مما يدفعهم إلى تسريع أبحاثهم في مجال التكنولوجيا التي تفوق سرعتها سرعة الصوت للحفاظ على التوازن الاستراتيجي في السنوات المقبلة.
روسيا تستخدم صواريخ زيركون الفرط صوتية ضد أوكرانيا
يبدو أن الاستخدام الأولي لصاروخ "زيركون" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت من قبل روسيا ضد كييف كان بمثابة استعراض لتكتيك القوة، الذي لا يهدف إلى التسبب في أضرار فورية بقدر ما يهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى خصوم روسيا، ويسلط هذا النهج الضوء على رغبة موسكو في إظهار تقدمها التكنولوجي في مجال التسلح، لا سيما من خلال إظهار قدرة صواريخها على تجاوز أنظمة الدفاع الأكثر تطوراً، مثل نظام باتريوت الأمريكي المضاد للطائرات، كما أن الاستخدام الحالي لهذا السلاح، الذي لا يزال محدوداً من حيث الكمية ولم يتم إنتاجه بعد على نطاق واسع، يشير إلى أنه بمثابة بادرة ردع استراتيجية أكثر من كونه أداة حرب تقليدية، وبالفعل، تقدر تكلفة إنتاج الصاروخ الواحد ما بين 3 و 4 ملايين دولار.
روسيا تكثف الضغط على أوكرانيا باستخدام صواريخ زيركون
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق هذه الصواريخ من فرقاطات متمركزة في البحر الأسود يدل على محاولة لتعزيز صورة قوة البحرية الروسية، التي شهدت عدة انتكاسات منذ بداية الصراع في أوكرانيا، ويبدو أن روسيا تعمل حالياً أيضاً على إمكانية إطلاق صواريخ زيركون من منصات أرضية، وفي 3 تشرين الثاني 2022، أعلنت وكالة تاس عن تصميم وتصنيع نموذج أولي لقاذفة مركبات أرضية متنقلة لصاروخ زيركون كجزء من نظام صاروخي للدفاع الساحلي.
هذا ويعد استخدام صاروخ "زيركون" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت جزءاً من استراتيجية أوسع من جانب موسكو لتكثيف الضغط العسكري على كييف، لا سيما من خلال الاستخدام المستقبلي لأنظمة تسليح أخرى بعيدة المدى مثل صاروخ "كينغال".
المصدر: موقع Army Recognition