طارق سويد يكشف تفاصيل معاناته من الاحتراق الوظيفي وكيفية انقاذه من الانتحار

الاحتراق الوظيفي نهش في جسد الكاتب طارق سويد

حلَّ الفنان طارق سويد ضيفاً على برنامج "شو القصة" الذي تقدمه الإعلامية رابعة الزيات على شاشة قناة لنا السورية " LTV"، حيث كشف تفاصيل إصابته بالاكتئاب المزمن وصولاً إلى معاناته من مرض الاحتراق الوظيفي، ومساندة الشاعر علي المولى والفنان وسام صباغ له في أزمته.

إصابة طارق سويد بالاكتئاب المزمن

كشف مقدم البرامج الحوارية وكاتب السيناريوهات الدرامية خبايا إصابته بالاحتراق الوظيفي، حيث أبان في البداية أن عوارض أزمته النفسية، ظهرت عندما كان في الثامنة عشر من عمره.

تمثلت بدخوله في نوبات هلع غير مفسرة، نتج عنها شعوره بالقلق والتوتر وعدم القدرة على النوم، مما اضطره إلى دخول المستشفى عند كل نوبة هلع تصيبه.

وأوضح أنه كان في كل مرة يخضع لفحوصات طبية شاملة دون فائدة، إذ قال: "آنذاك لم يكن من الرائج التركيز على الصحة النفسية، لذا لم يخطر لأحد من الأطباء نُصحي بالحصول على استشارة نفسية، إلى أن توجهت ذات مرة إلى البروفيسور روي نسناس الذي توفاه الله قبل سنوات، والذي أخبرني بأني مصاب بالاكتئاب المزمن".

وحول الإجراءات التي خضع لها للعلاج من الاكتئاب المزمن، أفاد طارق سويد بأنه خضع لجلسات علاجية تابعة لمدارس نفسية عديدة، كما التزم بتناول أدوية الاكتئاب حتى وصل به الأمر لتناول 13 نوعاً مختلفاً من الدواء.

تشخيص إصابة طارق سويد بمرض الاحتراق الوظيفي

وعن التحسن الذي لمسه، أجاب بأن هذه العلاجات لم تثمر نتائجها رغم تأثيرها الإيجابي على غيره من المرضى، موضحاً أنه فيما بعد اكتشف إصابته بمرض الاحتراق الوظيفي.

وعن عوارض هذا المرض النفسي، أجاب: "كنت في أوج شهرتي وعطائي، والعروض تنهال عليَّ في مجالات التمثيل وكتابة السيناريو، كما التقديم التلفزيوني، إلا أني شعرت بعدم رغبتي في العمل وعدم معرفتي بكيفية كتابتي لأعمالي الدرامية".

طارق سويد يكشف عن مساندة علي المولى له في أزمته الصحية

وأوضح كاتب مسلسل "بين قلبين" أنه انعزل في منزله عن العالم الخارجي وذلك لشعوره السلبي وعدم قدرته على فهم طريقة عمله، وذلك إلى حين ظهور الشاعر علي المولى في لقاء خاص مع الإعلامية رابعة الزيات، حيث أعلن عن إصابته بمرض "الاضطراب الفصامي العاطفي"، وتداعيات هذا المرض على صحته النفسية والجسدية وكيفية مقاومته له.

وقال: "تأثرت بقصة علي المولى والصعوبات التي مرَّ بها، شعرت بأن قصته تمسني، آنذاك لك أكن أعرفه على الصعيد الشخصي رغم أنه كان من كتب كلمات مسلسلي "بين قلبين" بالاتفاق مع شركة الإنتاج".

وأردف: "آنذاك اتصلت به وعرفته بنفسي، فأجابني بأنه كان ينتظر اتصالي، ومنذ ذاك الوقت ونحن أصدقاء مقربون، نشجع بعضنا البعض على المضي قدماً وننهي بعضنا عن الاستسلام".

وروى طارق سويد أنه استجمع قوته ذات يوم وقرر إقامة ورشات تدريبية لتعليم التمثيل، وفي اليوم الأول من الدورة لاحظ وجود صديقه علي المولى بين الطلاب المنتسبين، وعلق بـ عينان باكيتان: "لم يكن مضطراً.. ذهب لأجلي.. لمساندي.. هو يعرف أكثر مني وليس بحاجة لحضور ورشات العمل".

وأكد الكاتب اللبناني في حديثه احترامه وامتنانه الكبير لمواطنيه الشاعر علي المولى وزميله الفنان وسام صباغ لدعمهما له خلال السنوات الأربع الماضية، وعدم تخليهما عنه رغم سوء حالته النفسية.

طارق سويد: وسام صباغ أنقذني من الانتحار

وبسؤاله عن تفكيره في الانتحار، قال طارق سويد أن هذه الفكرة طرأت على باله وعندها اتصل بالنجم وسام صباغ وأخطره بأنه يفكر بأشياء سلبية خطيرة ومن الضروري أن يأتي إليه، وأضاف: "خلال 5 دقائق كان في منزلي.. لا أحد يعرف من هو الشخص الذي عليه وسام، رجل لديه عائلة وعمل، ورغم ذلك كان يأتي في الخامسة صباحاً إلى منزلي ليوصلني إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم".

وأضاف: "لم يكن يتركني بل كان يلازمني في المستشفى، ويتواصل مع إخوتي في الخارج لطمأنتهم على صحتي".

مستجدات الحالة الصحية للكاتب طارق سويد

وبسؤال الإعلامية رابعة الزيات له عن كيفية مجابهته للمرض، أفاد طارق سويد بأنه بحث عن علاجات مختلفة من بينها علاج EMBR، وأنه بحث ذات مرة عن البروتوكول العلاجي الذي خضع له الأمير هاري حتى تمكن من المضي قدماً في حياته واتخاذ قرارات مصيرية على غرار خروجه من القصر واستقلاله عن أفراد عائلته الملكية.

وحول مستجدات حالته صحية، كشف الكاتب الشهير أنه اليوم في أفضل حال وأنه امتنع عن تناول الدواء بعد فترة من تخفيض أعداد حبوبه اليومية، تحت إشراف الطبيب النفسي جورج أبو مرعي.

طارق سويد يحذر من السوشيال ميديا والعادات البالية

وأبان النجم اللبناني طارق سويد أن أزمته النفسية بدأت في مرحلة الطفولة، وذلك عند معرفته بوفاة والده، مروراً بإجباره على توديع أبيه الراقد في التابوت.

حيث قال: "لا أعلم لما الناس تتبع الموروثات والعادات البالية، لهذه اللحظة أذكر القشعريرة التي أصبت بها عند إجباري على توديع جثمان والدي وتقبيله، لا أعرف لما وضعوه في المنزل ولما أجبروني على تقبيله، لقد كان بارداً جداً، لازالت صورته في ذهني، لك أنساها، وعند سؤالي عنه لا يحضر في ذهني إلا صورته الأخيرة".

كما حذر الكاتب والممثل الشهير من تداعيات السوشيال ميديا على الصحة النفسية للمشاهير وسط حملات التنمر والتعليقات السلبية التي قد تطالهم من قبل النشطاء.

طارق سويد يشيد بالكاتبة نادين جابر

وحرص طارق سويد على الإضاءة على جمال أخلاق وخُلق الكاتبة نادين جابر، كاشفاً أنها كانت تتواصل معه بين الفينة والأخرى وتصارحه بمتابعتها للقاءاته التلفزيونية وصراحته وجرأته في الحديث عن مرضه.

وأوضح أنها تواصلت معه منذ أسبوع ودعته لاحتساء القهوة، وأضاف: "فعلاً تقابلنا واحتسينا القهوة معاً، وحينها قالت لي لما لا تعود إلى العمل وحثتني على الأمر، كما أنها في اليوم التالي اتصلت عليِّ وسألتني أن أعمل على فكرة معينة".

النهضة نيوز