كشف منسق الحكومة السابق لدى قوات اليونيفيل العميد منير شحادة، عن السبب الرئيسي والأهم، الذي مكَّن إسرائيل من اغتيال عدد من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان، مبينا وجود خرق إسرائيلي لجزء من شبكة الاتصالات الأرضية للمقاومة.
العميد منير شحادة: كل داتا لبنان مع إسرائيل
حيث أوضح شحادة في حديث على منصة سبوت شوت على يوتيوب، بأن المقاومة تحارب إسرائيل، وإسرائيل ليست كشافا بل هي كيان يمتلك قدرات عالية من التجسس، وتساعده أعظم الدول في العالم مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وكل الأقمار الصناعية بتصرفها وكل المخابرات العالمية بخدمتها وتصرفها، وتصل إليها معلومات عن لبنان، وتأتيها داتا باستمرار عن كل لبنان.
ولفت إلى أنه في بداية الحرب كان عدد الشهداء من كوادر المقاومة مرتفع نسبيا، وقد اتخذت المقاومة اجراءات معينة حدت من عمليات الاغتيال بنسبة 1/7، أي أن كل 7 محاولات اغتيال تنجح اسرائيل في اغتيال واحد من كوادر المقاومة.
وأضاف: "بالنسبة لاغتيال اسرائيل للقادة فقد اغتالت 3 قادة خلال 9 أشهر الماضية، أي بمعدل قائد كل ثلاثة أشهر، وهي نسبة معقولة في هذه الحرب لأن القائد لا يمكن أن يختبئ تحت الأرض فهو في حالة حراك مستمر على الجبهة وبين عناصره."
وبين العميد منير شحادة بأن السبب الأول لتمكن اسرائيل من الوصول للقادة، هو أنه في عام 2005 عندما قدمت لجنة التحقيق الدولية إلى لبنان، قامت باستباحة داتا الجامعات والمصارف وشبكات الخلوي وداتا أخرى، وبذلك أصبحت داتا لبنان كلها بيد هذه اللجنة والتي صبت عند إسرائيل، مشيرا إلى أن القائد حتى لو لم يستعمل هاتفه إلا أن محيطه يستخدمه في المحادثات، وبالتالي من خلال شيفرة معينة لهذه المحادثات، تتمكن إسرائيل من تحديد موقع القائد، ولذلك فإن مراقبة كوادر وقادة المقاومة يتم منذ زمان بعيد.
اختراق شبكة الاتصالات الأرضية للمقاومة
وتابع العميد شحادة مبينا السبب الأهم لتمكن إسرائيل من اغتيال قادة المقاومة، فكشف عن أن إسرائيل قد تمكنت من خرق جزء من الشبكة الأرضية لاتصالات المقاومة.
وأشار إلى أن هذه الشبكة حصل عليها مشكل كبير في عام 2008، هذه الشبكة التي كانت سلاح الإشارة الفعال للمقاومة في حرب 2006، والتي صدمت إسرائيل حينها وجعلت منها في حيرة عن كيفية تمكن المقاومة من التواصل مع آخر عنصر من المقاومة على الجبهة، وحاليا تبين أن إسرائيل تمكنت من اختراق جزء من هذه الشبكة، ومن خلال ربطها مع الداتا التي تملكها عن محيط المقاومة تمكنت اسرائيل من الوصول إلى القادة الثلاثة.
وختم العميد منير شحادة بالتأكيد على أن المقاومة تقوم حاليا بإجراءات تقنية عالية لقطع هذا الخرق الإسرائيلي للشبكة الأرضية التي بنتها المقاومة لاستعمالها في الحرب والحد منه.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تمكنت من اغتيال ثلاثة قادة بارزين في حزب الله منذ بدء المواجهات في جبهة الجنوب اللبناني في الثامن من أكتوبر العام الماضي، كان آخرهم محمد نعمة ناصر قائد وحدة عزيز أوائل الشهر الجاري، وقبلها اغتالت طالب سامي عبدالله قائد وحدة نصر في يونيو/ حزيران الماضي، والقائد وسام الطويل في يناير/ كانون الثاني الماضي.
