نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريراً عن التطورات الأخيرة المتعلقة بمعبر رفح، مسلطة الضوء على تعقيدات العلاقات المصرية الإسرائيلية في سياق الحرب في غزة.
وأفاد المراسل السياسي لإذاعة الجيش الإسرائيلي، يانير كوزين، بأن المصريين وعدوا إسرائيل بأنهم سيبدؤون فوراً في بناء حاجز تحت الأرض في محور فيلادلفيا لمنع تهريب الأسلحة إذا تم توقيع صفقة رهائن مع "حماس".
ونقلت الصحيفة عن تقرير سابق أفاد بأن مصر أغلقت حتى الآن أكثر من 70% من الأنفاق التي تعبر من غزة إلى الجانب المصري في منطقة رفح. وأضافت موران أزولاي من موقع "واينت" بأن مسؤولين إسرائيليين انتقدوا نشر مبادئ المفاوضات من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرين أن إصراره على أن إسرائيل لن تسمح بتهريب الأسلحة من مصر إلى حماس في غزة يعقد الاتصالات مع المصريين.
وأوضحت "تايمز أوف إسرائيل" أن جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا بشأن بناء الحاجز تحت الأرض في فيلادلفيا أكدوا أن المصريين يتفهمون هذه الحاجة، "لكن تنفيذ المشروع يتطلب المزيد من الوقت والتعاون الدولي، مع إشارات إلى استعداد دول الخليج والسعودية وربما الولايات المتحدة لتمويله".
وترى الصحيفة أن توجه رئيس الشاباك، رونين بار، إلى القاهرة يرتبط بعملية رفح في مراحلها النهائية، مشيرة إلى أن معبر رفح يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية كأداة مساومة، مع احتمالية استخدامه في مفاوضات لخلق واقع أمني جديد على الحدود.
في سياق آخر، نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن دافيد شنكار من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط أن الحرب في غزة أدت إلى تراجع العلاقات بين البلدين بشكل كبير، رغم استمرار اتفاق السلام. وأشار شنكار إلى عوامل أسهمت في زيادة التوتر بينها:
- التلميحات الإسرائيلية إلى أنفاق التهريب بين غزة ومصر في رفح.
- سيطرة إسرائيل على معبر رفح في مايو، ما دفع المصريين إلى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعبر.
- انضمام مصر إلى دعوى جنوب أفريقيا أمام المحكمة الدولية في لاهاي (ثم انسحابها).
- خروج مصر عن النص الذي اتفقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة في الاقتراح المقدم إلى "حماس"، ما أثار انتقادات أمريكية.
وحث شنكار إدارة بايدن على الضغط على المصريين لاتخاذ إجراءات تخدم المصالح المشتركة بين البلدين، فيما نبهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القاهرة لم تستدع سفيرها من تل أبيب، وهو ما يعكس "حذرها وإدراكها أهمية دورها في تشكيل الواقع في غزة بعد الحرب".
في المقابل، نفت مصر أي ترتيبات جديدة مع إسرائيل بشأن معبر رفح، رغم أن مصادر مطلعة أكدت موافقة مصر المبدئية، مع بقاء بعض التفاصيل عالقة.