دوكسوروبيسين: الدواء الذي يحارب السرطان ويضر القلب

لماذا يسبب عقار العلاج الكيميائي الأكثر وصفاً أضراراً خطيرة للقلب لماذا يسبب عقار العلاج الكيميائي الأكثر وصفاً أضراراً خطيرة للقلب

بدأ العلماء في فهم سبب تسبب دواء دوكسوروبيسين، وهو علاج كيميائي شائع يستخدم منذ أكثر من 50 عاماً، في بعض الأحيان بأضرار خطيرة للقلب.

تأثير دوكسوروبيسين على القلب

يقوم هذا الدواء الذي يساهم في إبطاء أو إيقاف نمو السرطان بزيادة تصلب القلب وزيادة خطر فشل القلب لدى بعض المرضى.

خصائص دوكسوروبيسين

يعتبر دوكسوروبيسين الدواء المفضل لدى العديد من أطباء الأورام لأنه يوقف انقسام الخلايا السرطانية بفعالية.

الاستجابة الالتهابية

لكن، يمكن أن يسبب هذا الدواء استجابة التهابية في القلب تؤدي إلى أضرار جسيمة، وحتى الآن، لم يتمكن أحد من شرح سبب حدوث ذلك بوضوح أو كيفية منعه، ولذلك يسعى فريق البحث من جامعة تافتس لملء هذه الفجوات المعرفية.

اكتشافات جديدة

وجدت دراستهم المنشورة في 17 تموز الجاري في مجلة "Nature Cardiovascular Research" أن دوكسوروبيسين يسبب مستويات عالية من خلايا CD8+ التائية السامة في دم الفئران السليمة.

تطبيقات على البشر والحيوانات

تمت ملاحظة هذه النتائج أيضاً في الكلاب والبشر المصابين بالليمفوما، وأظهرت أبحاث إضافية أن هذه الخلايا التائية تنتقل إلى القلب وتتفاعل مباشرة مع أنسجته، مما يسبب الالتهاب والتليف.

تقليل الالتهاب والتليف

عند إزالة الخلايا التائية، انخفض الالتهاب والتليف في القلب، وقال أب باير، طالب دكتوراه في الطب من جامعة تافتس والمؤلف الأول للدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي نحدد فيها نوعاً محدداً من الخلايا التي تسبب التهاب القلب المزمن بعد علاج دوكسوروبيسين".

استراتيجية الوقاية

"منع دخول هذه الخلايا التائية إلى القلب قد يساعد في منع الأضرار القلبية المرتبطة بالدواء".

تفسير عمل الخلايا التائية

اكتشف فريق البحث أن دوكسوروبيسين يجعل الخلايا التائية CD8+ تهاجم أنسجة القلب كما لو كانت غزواً غريباً.

تطلق هذه الخلايا جزيئات مخصصة لقتل الفيروسات، لكنها في هذه الحالة تسبب التليف، مما يجعل القلب أقل مرونة وغير قادر على الانقباض بشكل صحيح.

أهمية الدراسة

هذه الدراسة مهمة لأنها تقترح طرقاً جديدة لمنع الأضرار القلبية مع السماح للدواء الكيميائي بمواصلة مكافحة السرطان بفعالية.

تأثير العمل المستقبلي

تؤكد الدكتور بيلار الكايد، أستاذة في كلية الطب، أهمية هذا العمل: "نهدف إلى منع الوفيات من كل من أمراض القلب والسرطان، وهذه الدراسة تفتح العديد من الأبواب لاستراتيجيات الوقاية المحتملة التي تحمي القلب".

الخطط المستقبلية

يخطط الفريق لاستكشاف كيفية منع دخول الخلايا التائية CD8+ إلى القلب دون التأثير على قدرات دوكسوروبيسين في مكافحة السرطان، كما يهدفون أيضاً إلى تحديد الجزيئات التي تجذب الخلايا التائية إلى القلب، والتي يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حيوية للتنبؤ بالأضرار القلبية ومراقبتها، وسيسمح ذلك بوضع خطط علاجية أكثر تخصيصاً وأماناً للمرضى.

مجلة Nature