قد تكون تربية الحيوانات الأليفة أكثر من مجرد تجربة ممتعة وجميلة - فقد تساعد أيضا في التعامل مع ضغوط العمل.
حيث أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الدولية لممارسة الإدارة كيف تؤثر الحيوانات الأليفة على رفاهية أصحابها، مع التركيز بشكل خاص على ضغط العمل.
دراسة تأثير تربة حيوان أليف على تخفيف ضغط العمل
أجرى الباحثون في تايبيه تايوان مسحا على 228 صاحب حيوان أليف، حيث أرادوا معرفة كيف يؤثر ضغط العمل على رضا الحياة والإجهاد الانفعالي، وما إذا كان امتلاك علاقة قوية مع حيوان أليف يمكن أن يخفف من هذه الآثار السلبية.
تضمن ضغط العمل مشاعر القلق وعدم الرضا والمشاعر السلبية الأخرى المتعلقة بالعمل، ويمكن أن تؤذي هذه المشاعر الصحة النفسية والجسدية على حد سواء، حيث أظهرت الأبحاث السابقة أن التعرض لمستويات عالية من ضغط العمل يرتبط بانخفاض الرضا عن الحياة وزيادة الإجهاد الانفعالي.
استكشف الباحثون آليات المواجهة واستخدموا نمذجة المعادلات الهيكلية والتحليل متعدد المجموعات لفهم كيف يتعامل أصحاب الحيوانات الأليفة ذوو الارتباطات الانفعالية القوية مع ضغط العمل.
الإجهاد الانفعالي وتربية الحيوان الأليف
تربية الحيوانات الأليفة تساعد على تخفيف ضغوط العمل
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أنه في حين أن امتلاك ارتباط قوي بحيوان أليف لم يحسن مباشرةً الرضا الكلي عن الحياة، إلا أنه أثر على الإجهاد الانفعالي.
أفاد أصحاب الحيوانات الأليفة الذين كانوا مرتبطين جدا بحيواناتهم بمستويات أعلى من الإجهاد الانفعالي مقارنة بأولئك ذوي الروابط الأضعف.
قد يبدو هذا مفاجئا لكنه يشير إلى أنه بينما تقدم الحيوانات الأليفة رفقة ودعما كبيرين، فإن الارتباط الأعمق قد يزيد أيضًا من الضغط الانفعالي في أوقات الضغط.
كما قد يعني ذلك أن الأشخاص الذين لديهم ارتباط قوي بحيواناتهم الأليفة أكثر إدراكًا لمشاعرهم ويمكنهم التعرف عليها والتعبير عنها بسهولة أكبر.
على جانب أكثر إيجابية، أفاد أصحاب الحيوانات الأليفة ذوو الارتباط القوي بحيواناتهم أن التأثير السلبي لضغط العمل على رضا الحياة كان أقل حدة، وعلى الرغم من أنهم قد يشعرون بمزيد من الإجهاد الانفعالي، إلا أن رضاهم الكلي عن الحياة لم ينخفض بنفس القدر مقارنة بأولئك ذوي الروابط الأضعف.
تربية الحيوانات الأليفة يوفر الدعم الاجتماعي
يشير هذا إلى أن الحيوانات الأليفة يمكن أن توفر نوعًا من الدعم الاجتماعي، مشابهًا للدعم من العلاقات البشرية الوثيقة، مما يساعد على التخفيف من آثار الضغط السلبية، وبعبارة أخرى، قد لا تقضي الحيوانات الأليفة على الضغط تمامًا، ولكنها يمكن أن تجعل الأوقات الصعبة أكثر تحملاً.
وبالتالي، في حين تشير الدراسة إلى أن الارتباط القوي بحيوان أليف قد يؤدي إلى زيادة الوعي العاطفي والإجهاد المحتمل، فإنها تُظهر أيضًا أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تساعد في التخفيف من الآثار السلبية لضغط العمل على رضا الحياة.
توفر الحيوانات الأليفة رفقة وداعما قيمين، مما يساعد أصحابها على التعامل مع تحديات بيئات العمل المليئة بالضغوط، وبالمحصلة، في حين أن الحيوانات الأليفة قد تزيد من الإجهاد الانفعالي لأولئك الذين لديهم ارتباط قوي بها، فإنها أيضا تساعد في الحد من الآثار السلبية الكلية لضغط العمل، مما يجعلهم رفاقا رائعين في إدارة ضغط العمل.
المجلة الدولية لممارسة الإدارة