استعدادات علماء الفلك لمشاهدة انفجار نجم نوفا دراماتيكي

انفجار نجم

إذا لم يسبق لك أن شهدت انفجار نجم، فأنت على وشك الحصول على فرصة استثنائية لرؤية هذا الحدث الكوني قريبا. 

على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية كان بوب ستيفنز يوجّه تلسكوبه المنزلي نحو نجمين، آملاً في مشاهدة واحدة من أعظم الظواهر الفلكية: انفجار نوفا يتجاوز سطوع الشمس بمئة ألف مرة.

المراصد الفلكية ورصد الانفجارات النجمية

هذا الانفجار، الذي يتوقع العلماء حدوثه في أي لحظة، قد أثار اهتمام المراصد الفلكية في جميع أنحاء العالم. سيساهم هذا الحدث في تعزيز فهمنا لأنظمة النجوم الثنائية المضطربة، مما يجعله موضوعا مثيرا للبحث والدراسة.

رغم الإمكانيات التكنولوجية المتقدمة التي تمتلكها وكالة ناسا والعديد من المؤسسات العلمية الأخرى، يعتمد علماء الفلك على عدد كبير من الهواة مثل ستيفنز في رصد الانفجار أولاً والسبب وراء ذلك هو التكلفة العالية للحفاظ على المعدات مركزة على نفس الهدف لفترات طويلة.

كما أشار توم مينيجيني، مدير عمليات التلسكوبات السابق في مرصد ماونت ويلسون، "الجميع سيرغب في مشاهدة الحدث، لكن الانتظار لن يجعله يحدث" وأضاف مازحا: "إنه مثل انتظار إبريق الماء حتى يسخن".

فرصة مشاهدة انفجار نجم نادر

النجم المعني بعيد جدا، حيث يستغرق ضوءه 3000 عام للوصول إلى الأرض، وهذا يعني أن الانفجار قد حدث قبل بناء آخر أهرامات مصر وسيظهر النجم بنفس سطوع النجم القطبي الشمالي لبضعة أيام فقط قبل أن يختفي في الظلام.

بمجرد اكتشاف الانفجار، ستنضم مجموعة من المراصد المتطورة على الأرض وفي الفضاء، بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا، إلى عمليات المراقبة. يُتوقع أن يتمكن العلماء من جمع بيانات قيمة حول هذا الحدث.

منسي كاسليوال، أستاذة علم الفلك في معهد كالتيك، ذكرت أن "الكثير من الناس ينتظرون بفارغ الصبر لرؤية الجوهرة الجديدة في التاج" وستستخدم كاسليوال مرصد بالومار في شمال منطقة سان دييغو لمتابعة هذا الحدث في مجموعة النجوم التاج الشمالي.

ماهو انفجار النجم T Coronae Borealis وكيف يحدث ؟

النجم T Coronae Borealis، المعروف أيضًا باسم "نجم الالتهاب"، هو في الواقع نظام ثنائي يتكون من نجمين: نجم أبيض حار وكثيف وعملاق أحمر أكثر برودة. لقد استنفد النجم الأبيض وقوده منذ زمن بعيد وانهار إلى حجم قريب من حجم الأرض، بينما يستمر في سحب غاز الهيدروجين من جاره الأكبر.

هذا الغاز المتراكم يشكل قرصا حول النجم الأبيض، مثل نسخة فوضوية من حلقات كوكب زحل، قريبا سيتحول هذا القرص إلى حالة غير مستقرة، مما يؤدي إلى انفجار عنيف يشبه قنبلة نووية ترموديناميكية ومع ذلك، لا يتم تدمير أي من النجمين، وتستمر هذه العملية عادةً كل 80 عامًا.

هذه المرة، هناك عدد كبير من الهواة مثل ستيفنز جاهزون لإطلاق الإنذار عندما ينفجر النجم كنوفا. إن هذا الحدث الفلكي يعد فرصة لا تُفوت لمشاهدة واحدة من أعظم الظواهر الكونية التي يمكن أن تُسجل في تاريخ علم الفلك.

موقع Phys. Org