رفع الكيان الإسرائيلي من حدة اعتداءاته على لبنان خلال اليومين الماضيين، مستهدفا مناطق متفرقة من الجنوب إلى البقاع، أدت لسقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين، وردت المقاومة على التصعيد بتوسعة دائرة القصف، فيما خرجت أصوات تنتقد غياب الحكومة اللبنانية وتدعو الرئيس ميقاتي لتحمل مسؤوليته في التفاوض.
غارات إسرائيلية عنيفة على البقاع
حيث شهد جنوب لبنان والبقاع غارات إسرائيلية عنيفة منذ يوم الإثنين الماضي أدت إلى سقوط خمسة شهداء وعشرات الجرحى من المدنيين وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بأنه قصف ليل الثلاثاء الأربعاء ما قال بأنها مخازن للأسلحة والذخيرة تابعة لحزب الله في سهل البقاع اللبناني، فيما ذكرت وسائل إعلام بأن 4 غارات إسرائيلية استهدفت بلدة بوداي وسهل بلدة النبي الشيت في البقاع.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن الحصيلة النهائية لغارات العدو الإسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء على البقاع، مؤكدة استشهاد مواطن لبناني وإصابة ثلاثين شخصا بجروح من بينهم تسعة أطفال.
حزب الله يرد على استهداف البقاع
وبدوره رد حزب الله باستهداف قاعدة تسنوبار اللوجيستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا، كما شن هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجيستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها، واستهداف دبابة ميركافا في موقع العباسية، فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية انفجار طائرة من دون طيار في منطقة عميعاد في الجليل الأعلى، وسقوط صواريخ بشكل مباشر على عدة مبان في كتسرين بالجولان، أدت لإصابة مستوطن بجروح.
واليوم أعلنت الصحة اللبنانية عن استشهاد مواطن لبناني في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة بيت ليف، إضافة إلى استشهاد شاب سوري في قصف إسرائيلي على بلدة الوزاني.
كما خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مناطق جنوب لبنان مرورا بصيدا واقليم الخروب وصولا الى بيروت، إضافة إلى رصد تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي فوق منطقة حاصبيا ومزارع شبعا المحتلة، وصولا حتى أجواء البقاع منفذا غارات وهمية فوق المنطقة.
اغتيال خليل المقدح
كما اغتالت إسرائيل القيادي في كتائب شهداء الأقصى في لبنان خليل المقدح، في غارة جوية استهدفت سيارته في مدينة صيدا جنوب لبنان.
وليل أمس سقط عدد من الشهداء والجرحى إثر غارة إسرائيلية على وادي حامول قرب الناقورة، واستهدفت طائرات الاحتلال محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، ما أدى إلى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت ليل الإثنين، غارات عنيفة على منطقة البقاع، ورد حزب الله الثلاثاء، بصليات مكثفة من الصواريخ ومسيرات انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي، فيما أكد الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو 115 صاروخاً من لبنان على شمال الكيان الإسرائيلي والجولان المحتل.
خلدون الشريف يدعو الرئيس ميقاتي لتحمل مسؤولياته في التفاوض
وفي السياق لفت السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف النظر إلى غياب الحكومة اللبنانية عن مواكبة ما يجري من تصعيد إسرائيلي، داعيا الرئيس ميقاتي لتحمل مسؤوليته في التفاوض
وكتب عبر حسابه الشخصي على منصة إكس: "في ظل ارتفاع مؤشرات التصعيد الكبير بين المقاومة والعدو، وفي ظل استهداف هذا العدو مناطق واسعة من الجنوب والبقاع، وفي ظل رغبة عند المقاومة بعدم الانخراط في حرب مفتوحة، تبدو الحكومة اللبنانية غائبة تمامًا عن مواكبة ما يجري وعلى الصعد كافة."
وتابع قائلا: "وللتذكير، فإنه في كل الحروب والمعارك التي واجهها لبنان منذ 1978 إلى 1982، إلى عناقيد الغضب وتفاهم نيسان 1996، إلى تموز 2006 والقرار 1701، أطلقت أو تلقّفت الحكومات اللبنانية عبر رؤسائها مبادرات لوقف النار وإيجاد مخارج لوقف المعارك."
وأضاف: "آن الأوان ليتحمل الرئيس ميقاتي مسؤوليته والتوقف عن تحميلها لرئيس مجلس النواب أو سواه، هو رئيس السلطة التنفيذية المخوّل بالتفاوض".
وختم منشوره بالقول: "تولي السلطة والتنصل من الإمساك بها لا يستويان، الخوف مشروع، لكن الحكم قرار."