مشاكل الغدة الدرقية البسيطة قد تسبب مشاكل قلبية خطيرة

العلاقة بين الغدة الدرقية وصحة القلب العلاقة بين الغدة الدرقية وصحة القلب

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة روهر بوخوم ومؤسسات أخرى أنه حتى المشاكل البسيطة في  الغدة الدرقية يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمشاكل قلبية خطيرة.

يعد هذا الاكتشاف مهما بشكل خاص لأن اضطرابات الغدة الدرقية شائعة جدا، خاصة بين كبار السن والنساء.

الغدة الدرقية 

تقع الغدة الدرقية في الرقبة وتنتج هرمونات تلعب دورا حيويا في تنظيم وظائف الجسم المختلفة، وتؤثر هذه الهرمونات على مستويات الطاقة ودرجة حرارة الجسم والوزن والمزاج.

عندما لا تعمل الغدة الدرقية بشكل صحيح، يمكن أن تنتج هرمونات بكميات قليلة، مما يؤدي إلى حالة تعرف بقصور الغدة الدرقية، أو بكميات زائدة مما يؤدي إلى حالة تعرف بفرط نشاط الغدة الدرقية.

ارتباط مشاكل الغدة الدرقية بمشاكل القلب

لمدة تزيد عن 200 عام، عرف الأطباء أن حالات فرط نشاط الغدة الدرقية الشديدة قد تؤدي إلى حالة قلبية خطيرة تعرف باسم عدم انتظام ضربات القلب، حيث ينبض القلب بشكل غير منتظم.

تعد هذه الحالة سببا رئيسيا للوفاة القلبية المفاجئة، ومع ذلك، لم يكن مدى خطورة الأشكال الأخف من اضطرابات الغدة الدرقية مفهوماً بشكل جيد حتى الآن.

في هذه الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل بيانات من 32 دراسة مختلفة شملت 1.3 مليون مشارك، ووجدوا أنه حتى التغيرات البسيطة في وظيفة الغدة الدرقية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة.

دور الهرمونات في زيادة مخاطر الأمراض القلبية

اكتشف الباحثون أن زيادة مستويات هرمون يُعرف باسم FT4 (الثيروكسين الحر) في الدم ترتبط مباشرة بزيادة خطر الوفاة المرتبطة بالقلب والمشاكل القلبية الأخرى.

كما أظهرت الدراسة وجود علاقة معقدة بين مستويات FT4 وهرمون آخر يُعرف بـ TSH (الثيروتروبين)، الذي يساعد في تنظيم وظيفة الغدة الدرقية.

وكلما زادت مستويات FT4، كلما زاد خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن كانت العلاقة مع TSH أكثر تعقيدا، حيث أظهرت نمطا على شكل حرف U، حيث ارتبطت كل من المستويات العالية جدًا والمنخفضة جدًا من TSH بزيادة الخطر.

كيف تؤدي مشاكل الغدة الدرقية إلى مشاكل قلبية

يعتقد الباحثون أن هذه النتائج يمكن تفسيرها من خلال طريقتين مختلفتين يمكن أن تؤدي فيهما مشاكل الغدة الدرقية إلى مشاكل قلبية.

في السيناريو الأول، عندما لا تعمل الغدة الدرقية بشكل صحيح، فإنها تزيد مباشرة من مستويات الهرمونات، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب.

في السيناريو الآخر، يمكن لعوامل مثل الجينات، التوتر المزمن، أو الضغط النفسي أن تؤثر على التفاعل بين الدماغ والغدة الدرقية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات FT4 التي تساهم أيضًا في مشاكل القلب.

يشير هذه الفهم الجديد إلى أن العلاقة بين الغدة الدرقية والقلب يمكن أن تقود إلى رعاية أكثر تخصيصا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية مرتبطة بالغدة الدرقية.

موقع Knowridge