انضم نوع من قردة المارموسيت إلى قائمة النخبة من الحيوانات التي تستخدم نداءات محددة لمناداة بعضها البعض بأسمائها، وهو سلوك كان يُعتقد سابقا أنه يقتصر على البشر والدلافين والفيلة.
تُعد تسمية الأفراد في مجموعة معينة قدرة إدراكية متقدمة للغاية، تُشاهد فقط في عدد محدود من الحيوانات الاجتماعية، وحتى بعض أقرب الحيوانات للبشر، مثل الرئيسيات غير البشرية، لا يمتلكون هذه القدرة على الإطلاق.
قردة المارموسيت تنادي بعضها بالأسماء
والآن اكتشف العلماء اكتشافا رائدا يثبت أن قردة المارموسيت تنتمي إلى هذه القائمة المختارة من أربعة حيوانات فقط.
يبدو أن القردة تستخدم نداءات محددة، تُعرف باسم "نداءات الفيه"، لمناداة بعضها البعض، وفقا للدراسة التي نُشرت يوم أمس الخميس في مجلة "Science".
قام العلماء بتسجيل محادثات طبيعية بين أزواج من قردة المارموسيت، وكذلك التفاعلات بين القردة ونظام حاسوبي، وتبين أن القردة تميل إلى استخدام "نداءات الفيه" لمناداة أفراد محددين.
كما اكتشفوا أن قردة المارموسيت تستطيع التمييز عندما يُوجَّه النداء إليها، وتستجيب بدقة أكبر عند مناداتها.
وكتب الباحثون: "هذه النداءات لا تُستخدم فقط لتحديد الموقع كما كان يُعتقد سابقا، بل إن قردة المارموسيت تستخدم هذه النداءات المحددة لتسمية ومناداة أفراد معينين".
قردة المارموسيت تتعلم التسميات الصوتية واللهجات
اكتشف العلماء أن أفراد الأسرة داخل مجموعة المارموسيت يستخدمون تسميات صوتية متشابهة لمناداة أفراد مختلفين، وكذلك خصائص صوتية متشابهة لترميز أسماء مختلفة.
ووفقا للباحثين، فإن هذا يبدو مشابها لاستخدام الأسماء واللهجات لدى البشر، ويبدو أن تعلم الأسماء يحدث حتى بين قردة المارموسيت البالغة التي لا ترتبط ببعضها بالدم.
أشار العلماء إلى أن قردة المارموسيت قد تكون تتعلم كلًا من التسميات الصوتية واللهجات من أفراد آخرين في مجموعتها العائلية، ويشتبهون في أن هذا السلوك الفريد قد تطور لمساعدة قردة المارموسيت على البقاء متصلة في بيئتها الغابية الكثيفة حيث يكون مدى الرؤية محدودًا في كثير من الأحيان.
الروابط الاجتماعية بين قردة المارموسيت
قد تكون الأسماء الخاصة بكل فرد من القردة تساعدها في الحفاظ على روابطها الاجتماعية وجعل المجموعة أكثر تماسكًا، حيث تعيش قردة المارموسيت في مجموعات عائلية صغيرة وتعتني بصغارها معا، مثلما يفعل البشر".
تشير هذه التشابهات إلى أنها واجهت تحديات اجتماعية تطورية مشابهة لتحديات أسلافنا الأوائل بالنسبة للحاجة إلى اللغة، مما قد يكون دفعها إلى تطوير طرق تواصل مماثلة.
مجلة Science