قامت روسيا بتوسيع قدراتها الإنتاجية لمقاتلتها الشبح "سوخوي سو-57" في مصنع كومسومولسك-نا-أموري للطائرات، لمعالجة محدودية أسطولها الحالي، الذي يضم أقل من ثلاثين طائرة عاملة، وتهدف موسكو من خلال هذا التوسيع إلى اكتساب قدرات جديدة قد تحدث تغييرا جوهريا في المعارك الجوية المستقبلية بين المعدات الغربية والشرقية.
زيادة القدرات الإنتاجية للمقاتلة الشبحية من الجيل الخامس "سوخوي سو-57"
أعلنت روسيا هذا الأسبوع عن توسيع قدراتها الإنتاجية للمقاتلة الشبحية من الجيل الخامس "سوخوي سو-57" (المعروفة بتسمية الناتو "فيليون")، بهدف زيادة الإنتاج في مصنع كومسومولسك-نا-أموري للطائرات، وحاليا، لا تمتلك روسيا سوى أقل من ثلاثين طائرة سو-57، وبسبب هذا العدد المحدود، لم تُستخدم بشكل كبير في العمليات القتالية، ويسعى الكرملين إلى معالجة هذا النقص من خلال زيادة إنتاج هذه الطائرات.
صرح ألكسندر بيكارش، مدير فرع مصنع كومسومولسك-نا-أموري التابع لشركة UAC، بأن الهدف هو تشغيل هذه المنشأة في أقرب وقت ممكن، وستتضمن توسعة قدرات المصنع أيضا بناء المرحلة الثالثة من الإنتاج الجلفاني، بدعم من الاستثمارات الحكومية، بالإضافة إلى تحديثات كبيرة في مرافق أخرى.
الطائرات بدون طيار بدلاً من المقاتلات
بينما تسعى روسيا لتعويض خسائرها الجوية، أعلنت أيضا عن زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار محليا، فقد صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا تطور هذه الصناعة التكنولوجية المتقدمة بشكل منهجي ومدروس، حيث تتحرك باستمرار نحو استبدال الواردات بمنتجات محلية، وتتزايد نسبة الأجزاء والوحدات المصنعة محليا مع افتتاح المزيد من مرافق الإنتاج، ويهدف هذا التوجه ليس فقط إلى الاستمرار، بل إلى التوسع بشكل كبير.
استخدام الطائرات بدون طيار
نتيجة للعقوبات والحاجة الماسة، اضطرت موسكو للجوء إلى إيران للحصول على طائرات بدون طيار وغيرها من الأنظمة الجوية غير المأهولة لدعم جهودها الحربية، وقد أدى ذلك إلى زيادة ملحوظة في إنتاج هذه الأنظمة محليا، وقد استخدمت كل من كييف وموسكو الطائرات بدون طيار لمواجهة الدبابات والمركبات الأخرى على الجبهات الأمامية، كما استُخدمت لإطلاق هجمات على البنية التحتية والأهداف الأخرى في عمق أراضي بعضهما البعض، وفي الأسبوع الماضي، أطلقت أوكرانيا أكثر من عشر طائرات بدون طيار على موسكو، رغم أن الكرملين أعلن أن جميعها تم إسقاطها.
انتاج الطائرات بدون طيار في روسيا
ومع زيادة الإنتاج المحلي، حذر بعض الخبراء من أن روسيا قد تستغل هذه الطائرات بدون طيار لتغيير مسار النزاع لصالحها، حيث ينتج الطرفان حاليا مئات الطائرات بدون طيار يوميا، وهو عدد يفوق بكثير ما يمكن تحقيقه مع الطائرات المأهولة، إلا أن موسكو تسعى لزيادة هذا الرقم بشكل كبير، حيث أعلن الكرملين عن هدفه لإنتاج ما يصل إلى 32,000 طائرة بدون طيار سنويًا بحلول عام 2030.
لذلك، حتى وإن لم تشهد القوات الجوية الروسية زيادة كبيرة في عدد طائرات "سو-57" في الخدمة، فقد تمتلك روسيا قريبا أسطولا ضخمًا من الأنظمة غير المأهولة ذات الكفاءة العالية، ويبقى السؤال ما إذا كانت الحرب ستستمر حينها، لكن حتى عندما تنتهي، قد يكمن مستقبل الطيران العسكري الروسي في الأنظمة غير المأهولة الأصغر والأرخص.
موقع Army Recognition