كيف حصل مرض الإيدز على اسمه: رحلة من العلم إلى الوصمة الاجتماعية والدينية

كيف حصل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز على اسمه؟

استخدمت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في 24 سبتمبر 1982 لأول مرة مصطلح " الإيدز " (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)، وذلك بعد أكثر من عام من ظهور الحالات الأولى في السجلات الطبية، تميزت تلك السنوات الأولى من الأزمة بالكثير من الارتباك حول سبب المرض، ومن هم الأشخاص المعرضين له، وكيفية انتشاره. 

العلاقة بين تسمية الإيدز والوصمة الثقافية والدينية

كان اختيار الاسم "الإيدز" بمثابة علامة فارقة، حيث شكّل الطريقة التي تعامل بها الناس مع الأزمة، مما ساهم إما في تعميق أو مكافحة ثقافة الوصمة المرتبطة بها. على سبيل المثال، خلال الثمانينيات والتسعينيات، اعتبر قادة مسيحيون محافظون، مثل القس جيري فالويل، أن الإيدز هو "عقاب من الله" على الانحرافات الجنسية، في المقابل تبنّى العديد من النشطاء مصطلحات بديلة، مثل "الأشخاص المصابون بالإيدز" و"الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية"، لتأكيد إنسانيتهم بدلا من التركيز فقط على كونهم ضحايا أو مرضى.

البحث عن سبب "الإيدز"

جاء تسمية "الإيدز" عام 1982، بعد عام من أول تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض عن حالات شباب أصحاء أصيبوا بأمراض نادرة كالسرطان والالتهاب الرئوي. خلال تلك الفترة، كان الباحثون يحاولون إيجاد صلة بين هذه الحالات، ووجدوا أن هؤلاء الأشخاص كانوا "مثليين نشطين". أدى ذلك إلى ترسيخ مفهوم أن هذا المرض الغامض مرتبط بالمجتمع المثلي، حيث أُطلق عليه أسماء مثل "السرطان المثلي" أو "الالتهاب الرئوي المثلي". 

لكن بالرغم من جهود مراكز السيطرة على الأمراض لتشمل مجموعات أخرى من المرضى مثل المغايرين جنسياً، إلا أن هذا الربط المبكر بين الإيدز والمثلية الجنسية ظل ثابتًا. 

غضب "الله" ومواقف اليمين المسيحي

أدى الربط المبكر بين الإيدز والمثلية الجنسية إلى إشعال نقاشات أخلاقية ودينية واسعة. في السبعينيات، حذر قادة مسيحيون محافظون من "وباء" المثلية الجنسية، واعتبروا أن قبول المثليين هو علامة على الانحدار الأخلاقي، مؤكدين أن أمريكا قد تواجه مصير سدوم وعمورة، المدن التي دمرها الله في الكتاب المقدس. 

ردود الفعل من المؤسسات الدينية

لم يكن جميع المسيحيين المحافظين متفقين على أن الإيدز هو عقاب من الله. بعض القادة الكاثوليك والإنجيليين رفضوا هذا الرأي، لكنهم استمروا في التحدث عن المرض بلغة أخلاقية. على سبيل المثال، الكاردينال جون أوكونور من نيويورك قال في عام 1989: "الأخلاق الجيدة هي دواء جيد". 

دور النشطاء الدينيين التقدميين

على الجانب الآخر، اتخذ قادة مسيحيون تقدميون مواقف أكثر تعاطفًا مع المصابين بالإيدز. قاد هؤلاء القادة برامج دعم للأشخاص المصابين، دون إصدار أحكام مسبقة، وسعوا لإزالة الوصمة عن المرض وربطوه بالمساواة الاجتماعية والعدالة.

الربط بين الإيدز والمثلية الجنسية

اليوم، يبدو لطلاب الجامعات أن الربط بين الإيدز والمثلية الجنسية أمر غريب وغير مفهوم، حيث يربطونه أكثر بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي أصبحت مركز الوباء في التسعينيات، ومع ذلك بفضل جهود النشطاء والعلماء، أصبح الناس أكثر فهما لكيفية الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ومعالجته باستخدام العلاج المضاد للفيروسات. 

لكن، مهما كانت المحاولات العلمية والموضوعية، فإن الأوبئة تتشكل أيضا بالثقافة المحيطة بها. دراسة هذه التاريخية تساعدنا على فهم أعمق لأنفسنا .