في واحدة من أشهر الأساطير التي مرت عبر الأجيال، تحكي قصة غوديفا، الحسناء النبيلة، التي تحدّت المجتمع والقيود المفروضة لإنقاذ الفقراء من الظلم والضرائب الباهظة، تعود الحكاية إلى القرن الحادي عشر في مدينة كوفنتري بغرب إنجلترا، حيث كانت غوديفا زوجة الكونت ليوفريك، أحد الحكام الإقطاعيين الذي كان خاضعا للملك "إدوارد المعترف".
قصة الحسناء غوديفا
وفقا للأسطورة، كان الملك قد أمر بفرض ضرائب جديدة لملء خزانة المملكة الفارغة، مما أثقل كاهل الفقراء، حاولت غوديفا المعروفة بتدينها وتعاطفها مع البسطاء، إقناع زوجها بإلغاء هذه الضرائب الجديدة، ردّ الكونت بتحدٍّ قائلاً إنها إذا ركبت حصانا عارية وتجولت في شوارع المدينة، سيقوم بإعفائهم من الضرائب، وعلى عكس توقعاته، وافقت غوديفا على التحدي.
في اليوم التالي، خلعت غوديفا ملابسها بالكامل، وغطت نفسها بشعرها الطويل، وركبت حصانا جابت به شوارع المدينة، القصة تقول إن سكان كوفنتري، احتراما لها، أغلقوا أبواب منازلهم ولم ينظروا إليها أثناء مرورها، وبعدما أوفت بوعدها، قام الكونت بإلغاء الضرائب، لتصبح غوديفا رمزا للتضحية والإنسانية.
حقيقة أسطورة غوديفا
لكن مع مرور الوقت، بدأ المؤرخون في التشكيك في صحة هذه القصة، رغم أن غوديفا شخصية حقيقية وكانت معروفة بتدينها وتبرعاتها السخية للكنيسة، إلا أن الأدلة التاريخية حول واقعة ركوبها حصانا وهي عارية نادرة وغير موثوقة. علاوة على ذلك، كان عمر غوديفا أثناء الأحداث المفترضة حوالي 60 عاما، ما يثير الشكوك حول تفاصيل القصة.
بغض النظر عن حقيقة القصة، لا تزال غوديفا أيقونة في مدينة كوفنتري، حيث تُكرم بانتظام من خلال الاحتفالات والفعاليات التي تستذكر شجاعتها وتضحياتها.
سواء كانت القصة حقيقية أم مجرد خيال، تبقى أسطورة غوديفا رمزا للعطاء والتضحية، وتعكس مشاعر التعاطف مع الفقراء والمظلومين في العصور الوسطى.