العلماء يكتشفون التكيفات الأرضية التي سمحت للبتروصورات بالنمو إلى أحجام عملاقة

تطور البتروصورات وتكيفها

اكتشف علماء الحفريات في جامعة ليستر أن التنقل الفعال على الأرض لعب دورا محوريا في قدرة البتروصورات القديمة على التطور والنمو إلى أحجام هائلة. توصلت الدراسة إلى أن البتروصورات، التي كانت في البداية متخصصة في تسلق الأشجار، قد طورت تكيفات سمحت لها بالتحرك بكفاءة على الأرض، مما أتاح لها فرصة النمو والوصول إلى أجنحة يصل مداها إلى 10 أمتار.

دراسة تطور البتروصورات


في دراسة نُشرت مؤخرا في مجلة "Current Biology"، قام فريق من الباحثين في جامعة ليستر بفحص أيدي وأقدام البتروصورات من مختلف أنحاء العالم وعبر تاريخها التطوري. وقد أظهروا تنوعا كبيرا مشابها لما نراه في الطيور الحديثة، مما يشير إلى أن البتروصورات لم تكن مقتصرة على الطيران فقط، بل تكيفت أيضًا مع أنماط حياة أرضية مختلفة.

التحول في التنقل والحجم

تشير الدراسة إلى أن البتروصورات الأولى كانت محدودة بالحياة في البيئات الشجرية، وبالتالي كانت ذات أحجام صغيرة. ولكن خلال العصر الجوراسي الأوسط، حدث تحول رئيسي في أيدي وأقدام هذه الكائنات، حيث أصبحت تشبه بشكل أكبر الحيوانات التي تعتمد على الحركة الأرضية، مما أتاح لها استغلال فرص غذائية جديدة. هذا التحول ساعدها على النمو إلى أحجام هائلة، حيث وصلت أجنحة بعض الأنواع إلى 10 أمتار.

تكيفات الحركة على الأرض والفرص البيئية

أظهر التحليل الدقيق لأيدي وأقدام البتروصورات تطورات واضحة؛ ففي الأنواع المبكرة، كانت عظام الأصابع والأصابع الخلفية قصيرة عند القاعدة وطويلة عند الأطراف، مما منحها قوة تسلق كبيرة. لكن في الأنواع المتأخرة، أصبحت العظام عند القاعدة أطول، مما ساعدها على التكيف مع المشي بشكل أفضل. هذا التحول مكنها من استغلال الفرص البيئية التي تتطلب القدرة على الطيران والمشي معًا، مثل استراتيجية التغذية بالترشيح باستخدام مئات الأسنان الدقيقة الشبيهة بالإبر.

أكد العلماء أن فهم تكيفات البتروصورات الأرضية، إلى جانب قدرتها على الطيران، ضروري لفهم كامل لدورها في النظم البيئية القديمة. هذه الكائنات لم تكن مجرد طيور عملاقة تطير، بل كانت أيضًا مخلوقات برية متطورة، استغلت البيئات المختلفة للنمو والتكيف.