في خطوة بارزة في تاريخ الأدب، أعلنت الأكاديمية السويدية في ستوكهولم، يوم الخميس الموافق 10 أكتوبر 2024، عن منح جائزة نوبل للآداب للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، البالغة من العمر 53 عاماً. تعد هذه الجائزة الأرفع في مجال الأدب العالمي، وجاء تكريم هان كانغ تقديراً لأسلوبها الأدبي الفريد.
تقدير لجنة نوبل لأعمال هان كانغ
أوضحت لجنة نوبل في بيانها الرسمي أن هان كانغ استحقت الجائزة بسبب "النثر الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية". تمحورت كتاباتها حول تجسيد العواطف البشرية العميقة والعلاقات المعقدة بين الإنسان وماضيه، وذلك بأسلوب يجمع بين البساطة والتعقيد.
أشادت اللجنة أيضا "بإدراك هان الفريد للارتباطات بين الجسد والروح، وبين الحياة والموت"، مشيرة إلى أنها، من خلال أعمالها، "أصبحت مبتكرة في النثر المعاصر" عبر مزج الشعر والتجريب في السرد.
مسيرة أدبية مميزة
لم يكن هذا الفوز هو الأول لهان كانغ على الساحة الأدبية الدولية. فقد سبق لها الفوز بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها الشهيرة "النباتية" التي صدرت في عام 2007. عكست الرواية تميزها في استكشاف الجوانب النفسية والشخصية للإنسان، وحققت إشادة نقدية واسعة على المستوى العالمي.
المرأة الآسيوية الأولى في نوبل الآداب
بفوزها بجائزة نوبل، أصبحت هان كانغ أول كورية جنوبية، وأول امرأة آسيوية على الإطلاق، تحصد هذه الجائزة المرموقة. كما تعتبر هان المرأة الثامنة عشرة التي تحصل على نوبل للآداب منذ بدء منحها عام 1901.
كانت أول امرأة تفوز بهذه الجائزة هي الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف في عام 1909. ويأتي فوز هان كانغ تتويجاً لدورها البارز في إثراء الأدب العالمي وإبراز الثقافة الكورية في الساحة الدولية.
رؤية أدبية خاصة
تميزت هان كانغ، سواء من خلال شعرها أو رواياتها، بقدرتها على توظيف اللغة الكورية بطريقة تعبر عن القضايا الإنسانية الكبرى بأسلوب بسيط ولكنه عميق. أعمالها تلامس القضايا المتعلقة بالهوية والصدمات النفسية والتاريخية، ما يجعلها تعبيرا متجددا عن الروح البشرية في مواجهة التحديات.
بحصولها على جائزة نوبل للآداب، تدخل هان كانغ في قائمة الأدباء العظماء الذين أثروا في تاريخ الأدب العالمي وتركت بصمة خاصة في عالم الأدب الآسيوي.