نظام علاج جديد يقلل خطر الوفاة بسرطان عنق الرحم بنسبة 40%

تقليل خطر الوفاة من سرطان عنق الرحم تقليل خطر الوفاة من سرطان عنق الرحم

في خبر سار للنساء اللاتي يعانين من سرطان عنق الرحم المتقدم محليا، أظهرت الأبحاث الجديدة أن إضافة ستة أسابيع من العلاج الكيميائي إلى العلاج القياسي يقلل من خطر الوفاة بنسبة 40%.

تحسين كبير في نتائج العلاج

قالت الدكتورة ماري مكورماك، الباحثة الرئيسية من معهد السرطان بجامعة كوليدج لندن، في بيان صحفي صادر عن منظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، التي تمول التجربة: "هذا هو أكبر تحسن في النتائج في هذه المرض خلال أكثر من 20 عاما. أنا فخورة جدا بجميع المرضى الذين شاركوا في التجربة؛ فقد سمح لنا مساهمتهم بجمع الأدلة اللازمة لتحسين علاج مرضى سرطان عنق الرحم في كل مكان."

أضاف الباحثون أن النهج العلاجي الجديد يقلل أيضا من خطر عودة سرطان عنق الرحم أو انتكاسه بنسبة 35%. تم نشر الدراسة هذا الأسبوع في مجلة لانسيت، وشملت 500 مريض من 32 مركزا طبيا في البرازيل والهند وإيطاليا والمكسيك والمملكة المتحدة، حيث تم توزيعهم عشوائيا إلى مجموعتين بين عامي 2012 و2022. جميعهم كانوا يعانون من سرطان عنق الرحم المتقدم محليا، على الرغم من أنه لم تكن هناك أورام قد انتشرت إلى أعضاء أخرى.

تفاصيل الاختبار ونتائجه

تلقت المجموعة الضابطة العلاج الإشعاعي الكيميائي فقط، وهو علاج قياسي مع الإشعاع والعقار سيزبلاتين. بينما تلقت المجموعة التجريبية ستة أسابيع من العلاج الكيميائي باستخدام الكاربوبلاتين والباكليتاكسيل قبل بدء العلاج الإشعاعي الكيميائي.

وجد الباحثون أن 80% من الذين تلقوا دورة قصيرة من العلاج الكيميائي أولاً عاشوا على الأقل خمس سنوات إضافية، و72% لم يكن لديهم أي عودة أو انتشار للسرطان، في المجموعة الضابطة، نجا 72% لمدة خمس سنوات على الأقل، و64% لم يكن لديهم أي عودة أو انتشار للسرطان.

توقيت العلاج

قال الدكتور إيان فاولكيس، المدير التنفيذي للبحث والابتكار في منظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "التوقيت هو كل شيء عند معالجة السرطان. لقد قدمت إضافة العلاج الكيميائي الأولي إلى بداية العلاج الإشعاعي نتائج رائعة في هذه التجربة."

وأضاف فاولكيس: "هناك أدلة متزايدة تُظهر قيمة جولات إضافية من العلاج الكيميائي قبل علاجات أخرى مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي في عدة أنواع أخرى من السرطان، ليس فقط أنها يمكن أن تقلل من فرص عودة السرطان، بل يمكن تقديمها بسرعة باستخدام أدوية متاحة بالفعل في جميع أنحاء العالم."

الآثار الجانبية للعلاج

ومع ذلك، جاء العلاج مع آثار جانبية. في التجربة، عانى معظم المرضى من نوع من الأحداث السلبية، بما في ذلك التعب أو الضعف، مشاكل في الجهاز الهضمي، عدوى أو انخفاض في عدد كريات الدم البيضاء. حدثت أحداث شديدة أو تهدد الحياة في 59% من المجموعة التي تلقت العلاج الكيميائي الأولي، مقارنة بـ 48% من أولئك الذين تلقوا العلاج الإشعاعي الكيميائي فقط.

خيارات العلاج الحالية

يُعتبر العلاج الكيميائي المعتمد على سيزبلاتين حاليًا أكثر الطرق شيوعًا لعلاج سرطان عنق الرحم، حيث يحسن معدلات البقاء بنسبة 30% إلى 50%. بينما تعتبر جراحة إزالة الورم خيارا، يفضل بعض الخبراء العلاج الكيميائي.

قال الدكتور أوتيس برولي، أستاذ الأورام في جامعة جونز هوبكنز ورئيس الأطباء السابق في الجمعية الأمريكية للسرطان: "نعلم أن الجراحة ستترك بعض السرطان خلفها، إذا كنت تستطيع العلاج باستخدام الإشعاع والعلاج الكيميائي، فلديك فرصة لتعقيم منطقة الحوض من جميع السرطانات... لدينا فرص لإدخال النساء في حالة شفاء كاملة وطويلة الأمد."

التقدم في مكافحة سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم، الذي يسببه غالبا بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، كان في السابق السبب الرئيسي للوفاة بسبب السرطان بين النساء في الولايات المتحدة، وفقًا لما أشار إليه برولي، لكن تطوير لقاح HPV الذي يمكن أن يساعد في منع سرطان عنق الرحم غيّر المعادلة.

بالإضافة إلى ذلك، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مايو على اختبار جديد حيث يمكن للمرضى جمع عينات من المهبل في راحة منازلهم لاختبار HPV، مما يُبسط عملية الفحص.

قال برولي: "إنه يكاد يكون قابلا للتجنب تماما باستخدام لقاح HPV أو الفحص، من بين 4400 حالة وفاة بسبب سرطان عنق الرحم، لم يتم فحص أي منهم سنويا."