نظام الدفاع الجوي الإيراني AD-120 الجديد يقلب موازين الحماية الإقليمية بقدرات وفعالية غير مسبوقة

نظام الدفاع الجوي الإيراني AD-120 الجديد نظام الدفاع الجوي الإيراني AD-120 الجديد

واصلت صناعة الدفاع الإيرانية تقدمها في تطوير أنظمة الدفاع الجوي محليا، حيث يعد النظام AD-120 أحد أحدث إصداراتها، بقدرة عالية على اعتراض مختلف التهديدات الجوية ضمن مدى يصل إلى 120 كيلومتر وارتفاع يصل إلى 27 كيلومتر، ومع تزايد التغيرات في ديناميكيات الأمن الإقليمي، تواصل إيران التركيز على تطوير تقنيات عسكرية حديثة تؤكد على الاعتماد الذاتي في مجال الدفاع الجوي.

قدرات النظام AD-120 في مواجهة التهديدات الجوية

يتميز النظام AD-120 بقدرته على اعتراض الطائرات، والطائرات بدون طيار (الدرون)، والمروحيات الحديثة. وتم تصميم النظام للتشغيل في كافة الظروف الجوية، وهو مزود بتقنيات رادار وصواريخ متطورة لضمان دقة استهداف واعتراض التهديدات الجوية المتحركة.

مكونات النظام الأساسية

يشتمل النظام AD-120 على عدة مكونات تزيد من فعاليته التشغيلية، حيث يضم حتى ثلاثة وحدات إطلاق (TELs)، كل منها يحتوي على أربعة حاويات صواريخ، إضافة إلى ذلك، يضم رادار بحث طويل المدى AD-120 SR للكشف عن الأهداف مبكرًا، مما يسمح للنظام بجمع المعلومات اللازمة عن التهديدات. ويعمل رادار التتبع والإضاءة AD-120 TIR بالتزامن مع الرادار الأساسي باستخدام نظام "أحاد النبض"، مما يتيح تتبعًا دقيقًا للأهداف وإرشاد الصواريخ نحوها.

مواصفات الصاروخ AD-120

يتميز الصاروخ AD-120 بقدرته على الاشتباك مع الأهداف على مسافات بعيدة وارتفاعات عالية، بمدى أقصى يبلغ 120 كيلومتر ومدى أدنى 7 كيلومترات. يستطيع الصاروخ الوصول إلى ارتفاعات تصل إلى 27 كيلومتر، مما يجعله فعالاً ضد الطائرات عالية التحليق والطائرات بدون طيار. يصل قطر الصاروخ إلى 400 ملم، ويزن 995 كجم، وهو مزود برأس حربي يزن 90 كجم مصمم للتدمير عبر الارتطام والانفجار القريب.

نظام التوجيه المتقدم

يعتمد صاروخ AD-120 على نظام توجيه متطور يجمع بين الملاحة بالقصور الذاتي، المحدثة عبر رابط بيانات، إلى جانب التوجيه الراداري النصف النشط والنشط. يتيح هذا النظام للصاروخ تتبع الأهداف الجوية السريعة والمناورة بدقة عالية.

تطور صناعة الدفاع الجوي الإيراني

تطورت تقنية الدفاع الجوي الإيراني على مدار العقود الماضية، نتيجة لمزيج من الحظر الدولي، والتهديدات الأمنية الإقليمية، والتركيز الاستراتيجي على الاعتماد الذاتي في القدرات العسكرية، وقد لعبت العزلة الناتجة عن العقوبات، خصوصًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979، دورًا محوريًا في تشكيل نهج إيران في تطوير الدفاع.

تأثير العقوبات وحرب إيران والعراق

قبل ثورة 1979، كانت إيران تعتمد بشكل كبير على أنظمة الدفاع الغربي، خاصةً الأنظمة الأمريكية. ومع فرض الحظر، اضطرت إيران إلى الاتجاه نحو التطوير المحلي، مما أدى إلى تأسيس منشآت إنتاج عسكرية ومراكز بحثية تحت إشراف وزارة الدفاع الإيرانية.

بدأ المهندسون الإيرانيون في بادئ الأمر بتعديل وتطوير الأنظمة الأجنبية للحفاظ على فعاليتها، مثل نظام "ميرساد"، وهو نسخة مطورة من النظام الأمريكي HAWK. كما بدأت إيران في إنتاج نسخها من الأنظمة السوفيتية، مثل SA-6 وSA-5. مع الوقت، انتقلت إيران من عملية الهندسة العكسية إلى تطوير منصات محلية بالكامل، مثل النظام بعيد المدى Bavar-373، الذي يعتبر نسخة إيران من النظام الروسي S-300.

أنظمة دفاعية متحركة ومتطورة

ركزت إيران أيضا على تطوير منصات دفاعية جوية متحركة، مثل Khordad-3، الذي أسقط طائرة أمريكية بدون طيار RQ-4 في 2019. يمتاز Khordad-3 بتقنية الرادار المصفوفة الطورية وصواريخ محلية الصنع، مما يعكس قدرة إيران على مواجهة التهديدات التقليدية وتلك ذات التقنية المتطورة.

تكامل الدفاع الجوي مع برنامج الصواريخ الباليستية

يتكامل تطوير أنظمة الدفاع الجوي مع برنامج الصواريخ الباليستية كجزء من استراتيجية ردع، خاصةً ضد خصوم يمتلكون قوات جوية متفوقة مثل إسرائيل والسعودية، أو الولايات المتحدة. توفر الأنظمة مثل Bavar-373 حماية للبنية التحتية الحيوية العسكرية والمدنية، في حين يمثل البرنامج الباليستي رادعا هجوميا.

استفادت إيران من التعاون مع دول مثل الصين وروسيا في مجالات الرادار وتوجيه الصواريخ والحرب الإلكترونية، رغم أن غالبية التطورات الحديثة في الدفاع الجوي الإيراني كانت نتيجة للجهود المحلية.

التوجه المستقبلي للتقنية الدفاعية الإيرانية

يتوقع أن تستمر تقنية الدفاع الجوي الإيراني في التطور مع استمرار تعزيز قدرات البحث والإنتاج المحلية. ويعد النظام AD-120، الذي أُعلن عنه حديثا، دليلاً على قدرة إيران في إنتاج منصات دفاعية جوية متحركة وفعالة لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجوية. يعكس AD-120 مستوى متقدما من الخبرة الإيرانية في تكنولوجيا الصواريخ وأنظمة التوجيه وتكامل الرادارات، مما يؤكد مكانة إيران كقوة دفاعية متقدمة في الشرق الأوسط.

يعتبر تطور تقنية الدفاع الجوي الإيرانية نتيجة مباشرة لعقود من العقوبات والعزلة العسكرية. فبعد أن كانت تعتمد على الأنظمة المستوردة، أصبحت إيران اليوم منتجا ذاتيا لأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. ومع استمرار التوترات الإقليمية، سيظل تطوير هذه الأنظمة عاملا أساسيا في قدرة إيران على حماية مجالها الجوي وتعزيز نفوذها في المنطقة.

المصدر: Army Recognition