قد يدهشك أن تعرف أن العالم مليء بالأشباح، وليس الأشباح التي تعود للأرواح الراحلة التي تسكن الأماكن، بل مجموعة من الأنواع الحيوانية الباهتة والمخيفة التي سميت تيمناً بتلك الأشباح الغامضة التي تثير خيالاتنا، في هذا الموسم المخيف، انضم إلينا للاحتفاء بهذه المخلوقات الغريبة والمتنوعة، والاستمتاع بتنوعها البيولوجي الرائع في عالمنا الجميل.
خفاش الشبح (Macroderma gigas)
خفاش الشبح
خفاش الشبح هو أكبر أنواع الخفافيش الصغيرة في أستراليا، والوحيد منها الذي يتغذى على اللحوم في القارة. يعيش هذا الخفاش في الكهوف والمناجم القديمة، ويخرج ليلاً ليتغذى على الحشرات، والضفادع، والزواحف الصغيرة، وحتى الطيور والخفافيش الأخرى. على الرغم من شكله المخيف، فإن جسمه لا يكبر كثيراً عن حجم كف اليد.
يعاني هذا النوع من الخفافيش حالياً من تهديدات بيئية كبيرة بسبب فقدان وتدهور مواطنه نتيجة عمليات التعدين، مما يشكل تهديداً حقيقياً لبقائه.
سلطعون الشبح (Ocypodinae)
سلطعون الشبح
على النقيض من خفاش الشبح، يُعد سلطعون الشبح من الحيوانات الشائعة التي تعيش على الشواطئ الاستوائية وشبه الاستوائية. يتحرك بسرعة فائقة على الرمال، ويكون نشطاً غالباً ليلاً، مما يجعله يظهر ويختفي بشكل مفاجئ كالأشباح.
يتميز هذا السلطعون بعيونه البارزة وقدرته على إصدار أصوات خرخشة باستخدام مخالبه، وحتى طحن أسنانه الموجودة في بطنه لإصدار أصوات تشبه الزئير. بعض الأنواع يمكنها تغيير لونها لتتماهى مع البيئة المحيطة بها، مما يضيف لها قدرات بقاء إضافية رائعة.
سمكة الشبح (Chimaeriformes)
في أعماق المحيطات الباردة والمظلمة، تعيش مخلوقات صامتة وغريبة تُعرف باسم سمك الشبح أو "السبوك فيش". وهي ليست من أسماك القرش، بل من الأسماك الغضروفية التي ترتبط بصلات قريبة مع أسماك القرش والشفنينات، وتعيش في المياه العميقة حول العالم باستثناء المياه القطبية.
تبدو هذه الأسماك غريبة بمظهرها المخيف وبروزاتها وأخاديدها على الوجه التي تشبه الندوب. تملك سمكة الشبح قنوات جانبية تُعرف بـ"القنوات الخطية الجانبية" التي تشكل جزءاً من نظامها الحسي، مما يساعدها على التحرك والبحث عن الطعام في ظلام الأعماق الدامس.
عثة الشبح (Hepialus humuli)
توجد العديد من الأنواع من العث يُشار إليها بشكل غير رسمي بـ"عثة الشبح"، ولكن عثة الشبح الحقيقية هي Hepialus humuli، التي تعيش في معظم أنحاء أوروبا. تتميز ذكور هذا النوع بلونها الأبيض الشاحب، في حين تكون الإناث ذهبية الزخرفة. يعتقد أن هذا اللون الأبيض للأجنحة الذكورية هو السبب وراء تسميتها بعتة الشبح، إذ ترتبط العثات البيضاء في الأساطير بالأرواح.
يقوم ذكور هذه العثة برقصة مغرية عند التجمع لجذب الإناث، حيث يرفرفون بأجنحتهم وينطلقون لأعلى وأسفل أثناء إطلاق الفيرمونات التي تجذب الإناث.
ضفدع الشبح (Heleophrynidae)
عند النظر إلى ضفادع الشبح، التي تنتمي لعائلة Heleophrynidae والموجودة في جنوب إفريقيا، لا يبدو عليها شيء يوحي بطبيعتها الشبحية. غير أن البعض يعتقد أنها حصلت على اسمها لوجودها في منطقة تُعرف باسم "وادي الهيكل العظمي".
تعيش هذه الضفادع معظم حياتها في جداول المياه السريعة، حيث تتشبث بالصخور باستخدام أصابعها الكبيرة المانعة للانزلاق. تخرج للتزاوج عندما يكون القمر بدراً، مما يضفي عليها طابعاً غامضاً يشبه "المستذئبين" إلى حد ما.
أخطبوط الشبح (Casper)
تم اكتشاف هذا الأخطبوط الصغير واللطيف في أعماق تصل إلى 4000 متر تحت سطح المحيط في عام 2016، ولم يُمنح بعد اسماً علمياً رسمياً، لكنه أُطلق عليه اسم "كاسبر" لشبهه بشبح لطيف وشاحب.
تضع أنثى الأخطبوط الشبح بيضها على سيقان الإسفنج البحري الميت، وتلف جسمها حول البيض لتحميه حتى يفقس. مثل العديد من أنواع الأخطبوطات، تقوم الأنثى بالتضحية بحياتها في سبيل حماية البيض، مما يجعل هذه الكائنات حقاً "أشباحاً" تعيش في أعماق البحار، وأشباحاً للتضحية الأمومية العظيمة.
من الخفافيش الشبحية إلى الأخطبوطات الشفافة، تظل هذه المخلوقات التي تحمل أسماء الأشباح تذكيراً لنا بجمال وغرابة تنوع الحياة على كوكب الأرض.