المدفع الكهربائي الفرنسي الألماني يصل إلى سرعات فوق الصوتية: حقبة جديدة في الدفاع البحري

المدفع الكهربائي الفرنسي الألماني الجديد

وفقاً لمعلومات نشرتها Opex360 في 3 نوفمبر 2024، تستعد البحرية الفرنسية لكشف النقاب عن مدفعها الكهربائي الجديد، القادر على إطلاق المقذوفات بسرعات تصل إلى ماخ 8.7. يقود هذا الابتكار المعهد الفرنسي الألماني للأبحاث في سانت لويس (ISL) تحت إشراف وكالة الابتكار الدفاعي (AID)، مما يمثل تحولاً جذرياً في تكنولوجيا الأسلحة البحرية.

التنافس الدولي في تكنولوجيا المدافع الكهربائية

بينما تواصل بعض الدول استكشاف إمكانيات المدافع الكهربائية، فقد اختبرت الصين، على سبيل المثال، مدفعاً كهربائياً من سفينتها الهجومية البرمائية هاي يانغ شان، على الرغم من أن هذه الادعاءات لا تزال غير مؤكدة. كما انضمت اليابان إلى السباق، حيث حققت وكالة الاكتساب والتكنولوجيا واللوجستيات في وزارة الدفاع اليابانية (ATLA) أول اختبار ناجح لها في أكتوبر 2023، حيث أطلقت مقذوفاً بحجم 40 مم بسرعة ماخ 6.5 باستخدام مدفع كهربائي بقدرة 5 ميغا جول.

التعاون الأوروبي الياباني لتعزيز القدرات الدفاعية

في خطوة حديثة لتسريع التطوير، دخلت اليابان في شراكة مع فرنسا وألمانيا، حيث وقعت اتفاقية إطار عمل. تمهد هذه الشراكة الطريق للتعاون بين وكالة ATLA اليابانية والمعهد ISL، بهدف تعزيز تكنولوجيا الأسلحة الكهربائية عبر الحدود.

مشروع RAILGUN: قوة نارية متطورة للبحرية الفرنسية

بادرت المديرية العامة للتسليح الفرنسية (DGA) إلى إطلاق برنامج طموح لتطوير مدفع كهربائي للبحرية الفرنسية، يعرف باسم مشروع RAILGUN. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز قدرات البحرية في مواجهة التهديدات البحرية المتطورة، خاصة الهجمات فوق الصوتية والهجمات الكثيفة. باستخدام الطاقة الكهرومغناطيسية لدفع المقذوفات بسرعات عالية، صُمم المدفع لتحقيق دقة عالية على مسافات طويلة، مع نطاق مبلّغ يزيد عن 200 كيلومتر. يوفر هذا النطاق المثير للإعجاب، بالإضافة إلى تقليل أوقات الطيران للمقذوفات، مزايا واضحة في العمليات الدفاعية، خاصة في مواجهة التهديدات الجوية السريعة.

تحديثات ملحوظة في الحرب البحرية الفرنسية

كما أوضح AID (Agence de l'Innovation de Défense)، من المقرر أن يقدم نظام RAILGUN تقدمات ملحوظة في الحروب البحرية الفرنسية. سيتم وضع النظام على مقدمة السفينة، مما سيعزز الفعالية في مواجهة الطائرات من خلال تقليل أوقات الاشتباك والسماح بالضربات السريعة عالية السرعة، مما يزيد من احتمالية تحييد التهديدات الواردة. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن تكنولوجيا المدفع الكهربائي تلغي الحاجة إلى قذائف متفجرة تقليدية، فإنها قد تقلل من متطلبات مساحة تخزين الذخيرة على متن السفينة، مما يمكّن السفن من حمل مزيد من الطلقات وتقليل الحاجة للتزويد بالذخيرة.

التقنيات الميكانيكية للمدفع الكهربائي

أكد ISL، من جانبه، أن المدفع الكهربائي المعروض في يورونافال يمكنه تسريع المقذوفات إلى 3000 متر في الثانية، أي ما يعادل 10,800 كم/ساعة أو ماخ 8.7. وبما أن السرعات التي تتجاوز ماخ 5 تُعتبر فوق صوتية، فإن هذا السلاح يمثل تقدماً كبيراً في تكنولوجيا الدفاع البحرية.

تشمل ميكانيكيات المدفع الكهربائي إنشاء مجال مغناطيسي بين قضيبين موصلين من خلال تيار كهربائي عالي الكثافة. يسرّع هذا المجال المقذوف، الذي يكون موصلاً، عبر قوة لورنتز. ومع ذلك، فإن تحقيق مثل هذه السرعات القصوى يطرح تحديات كبيرة، حيث يجب أن تتحمل المواد المستخدمة ضغطا ميكانيكيا شديدا، ويتطلب النظام مصدر طاقة هائل قادر على الإطلاق الفوري.

بينما تواصل البحرية الفرنسية تقدمها في مشروع RAILGUN، قد يحدث المدفع الكهربائي ثورة في المدفعية البحرية، مما يضع معيارا جديدا في النطاق والسرعة والقوة النارية.