أول علاج بالخلايا الجذعية لاستعادة الرؤية يحقق تقدما كبيرا في علاج العمى الناجم عن تلف القرنية

العلاج بالخلايا الجذعية لاستعادة الرؤية

في تقدم طبي غير مسبوق، شهد ثلاثة أشخاص يعانون من ضعف شديد في الرؤية تحسنات ملحوظة في نظرهم بعد تلقيهم عمليات زرع خلايا جذعية استمرت لأكثر من عام. بينما شهد شخص رابع تحسناً مؤقتاً في الرؤية، مما يمثل إنجازاً مهماً في مجال استعادة البصر لدى المرضى العميان.

الخلايا الجذعية لإصلاح القرنية

هذه الحالات تمثل أولى المحاولات لزرع خلايا جذعية معدلة وراثياً من أجل معالجة القرنيات التالفة، وهي الطبقة الشفافة الخارجية للعين، البحث الذي نشر في 8 نوفمبر 2024 في مجلة Nature يعرض كيفية استخدام خلايا جذعية مبرمجة خصيصاً لشفاء القرنيات المصابة.

يمتلك القرنية حلقة داكنة حول القزحية تعرف بالحلق اللمبي، وهي تحتوي على خلايا جذعية تساعد في الحفاظ على صحة الطبقة الخارجية للقرنية. عندما يتم استنفاد هذا المصدر الحيوي من التجديد، يحدث ما يعرف بنقص خلايا الجذع اللمبي (LSCD)، مما يؤدي إلى تكون أنسجة ندبية على القرنية، وفي النهاية إلى العمى. يمكن أن يحدث هذا نتيجة إصابات العين أو الأمراض المناعية أو الوراثية.

التحديات الحالية لعلاج LSCD

العلاجات الحالية لهذه الحالة محدودة وغالباً ما تتطلب زرع خلايا قرنية مأخوذة من عين شخص سليم، وهو إجراء يتضمن تدخلا جراحيا مع نتائج غير مضمونة. في حالات العينين المتضررتين، يمكن اللجوء إلى زرع القرنية من متبرعين متوفين، لكن هناك خطر رفض الجسم لهذه الزراعة.

ابتكار زرع خلايا جذعية لإصلاح القرنية

أجرى فريق من الباحثين بقيادة الدكتور كوجي نيشيدا، أستاذ طب العيون في جامعة أوساكا في اليابان، زرع قرنية باستخدام مصدر خلايا بديل: الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة (iPS). تم جمع خلايا دم من متبرعين أصحاء وتحويلها إلى حالة تشبه الخلايا الجنينية، ثم تحويلها إلى طبقة رقيقة وشفافة من خلايا قرنية مسطحة الشكل.

بين يونيو 2019 ونوفمبر 2020، تم تسجيل أربع حالات، حيث خضع اثنان من النساء واثنان من الرجال الذين تراوحت أعمارهم بين 39 و72 عاماً لزراعة الخلايا الجذعية لعلاج LSCD في كلتا العينين. تم إزالة الأنسجة الندبية من قرنية واحدة فقط، ثم تمت زراعة طبقات من خلايا القرنية المأخوذة من المتبرع، مع وضع عدسة لاصقة لحماية العين.

نجاح العلاج وتأثيراته على المرضى

بعد مرور عامين من الزرع، لم يعاني أي من المرضى من آثار جانبية شديدة. لم تتشكل أورام من خلايا iPS، وهي إحدى المخاطر المعروفة لهذه الخلايا، كما لم تظهر أي علامات على رفض الجسم للزراعة، حتى في حالتين لم يتلقيا أدوية مثبطة للمناعة.

بعد الزرع، أظهر جميع المرضى الأربعة تحسنا فوريا في رؤيتهم وتقلصا في المساحة المتأثرة من القرنية بسبب LSCD. ومع ذلك، استمر التحسن في رؤية مريض واحد فقط، بينما تراجعت الرؤية قليلاً لدى الآخرين خلال فترة متابعة مدتها عام.

المستقبل: التجارب السريرية القادمة

ينوي الدكتور نيشيدا وفريقه بدء تجارب سريرية في مارس 2025 لتقييم فعالية العلاج. كما أن هناك تجارب أخرى تستمر في استخدام خلايا iPS لعلاج أمراض العيون في جميع أنحاء العالم. هذه النجاحات تشير إلى أن الاتجاه الذي نسير فيه يعد واعدا جدا في مجال طب العيون.

تعتبر هذه التطورات في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض العيون خطوة كبيرة نحو تحقيق تقدم ملموس في استعادة البصر للأشخاص الذين يعانون من العمى الناتج عن تلف القرنية، مما يقدم آمالا جديدة في علاج أمراض العين التي كانت تعتبر حتى وقت قريب صعبة العلاج.