أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، بأن الكابينت الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، مسهبا في ذكر تبريرات لهذه الموافقة.
حيث أوضح نتنياهو في كلمة وجهها إلى الإسرائيليين، بأن المجلس الوزاري المصغر قد وافق على اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله، معتبرا أن "إسرائيل حققت إنجازات في 7 جبهات خلال فترة الحرب، وضربنا إيران وهاجمنا قدراتها الدفاعية"
ولجأ نتنياهو إلى تبرير الموافقة على وقف إطلاق النار بالقول "حزب الله لم يعد بنفس القوة السابقة، قضينا على كل قادته ومعظم بنيته التحتية، وأعدنا حزب الله عقودا إلى الوراء."
ورأى بأن أسباب وقف إطلاق النار هي التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش وعزل حماس وفصل الساحات العسكرية.
ولفت إلى سبب آخر لوقف إطلاق النار وهو فصل الجبهات وإخراج حماس تماما من الصورة، معتبرا أن اتفاق وقف إطلاق النار يعني التركيز على التهديد الإيراني الآن.
وأضاف: "قلت مرارا إن الاتفاق الجيد هو الذي يمكن تطبيقه ونحن سنطبقه ونعيد سكان الشمال."
وأطلق نتنياهو سلسلة من التهديدات قائلا: "سنضرب حزب الله إذا انتهك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسنرد بقوة على كل خرق للاتفاق من قبل حزب الله، ونحتفظ بحرية العمل العسكري إذا خرق حزب الله الاتفاق."
وحول الحرب على غزة قال نتنياهو: "أعدنا 154 مختطفا ولا زال هناك 101 مختطف في قطاع غزة، ونجحنا في تفكيك كتائب حركة حماس الفلسطينية، وقتل الآلاف من عناصرها"، مشددا على التزام إسرائيل باستكمال القضاء على حماس في الضفة الغربية.
ورغم الإعلان عن الموافقة على وقف إطلاق النار مع لبنان كرر نتنياهو أحد أهدافه التي أعلنها سابقا قائلا: "نغير وجه الشرق الأوسط"، وذلك بعد أن كان أعلن بعد اغتيال قادة من حزب الله في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي، أي قبل اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وقبل بدء الهجوم البري على لبنان بأن إسرائيل بدأت للتو وستعمل على تغيير الشرق الأوسط.
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته تهديدا مباشرا إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: "يجب أن يعلم أنه يلعب بالنار."
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد أعلن اليوم بأن محادثات وقف إطلاق النار في لبنان في المراحل النهائية.
كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد يعلن مساء اليوم، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، على أن يدخل حيز التنفيذ صباح غد الأربعاء.
ويأتي ذلك بعد نحو شهرين من إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية برية ضد لبنان، تكبد فيها خسائر فادحة ولم يستطع التقدم في الداخل اللبناني، فيما المعارك مستمرة عند القرى الأمامية للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسط تصد أسطوري وبطولي من عناصر حزب الله، منع جيش الاحتلال من تحقيق أي إنجاز على الأرض.
وفي الوقت ذاته واصل حزب الله خلال الفترة السابقة توجيه الصليات الصاروخية على المستوطنات والمدن الإسرائيلية وصولا إلى تل أبيب، التي استهدفها عدة مرات كرد على استهداف إسرائيل للعاصمة اللبنانية بيروت مثبتا بذلك معادلة بيروت مقابل تل أبيب.
ويوم الأحد الماضي شن حزب الله أعنف هجوم صاروخي غير مسبوق، على الكيان الإسرائيلي، واستهدف بأكثر من 400 صاروخ مستوطنات ومدن الكيان من الشمال وصولا إلى تل أبيب، مما تسبب بوقوع إصابات ودمار وإدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.