اكتشاف دواء أنفي لسرطان البنكرياس يمنح الأمل لمرضى السرطان

علاج سرطان البنكرياس

سرطان البنكرياس وتحديات العلاج

يُعرف سرطان البنكرياس بطبيعته العدوانية وقلة الخيارات العلاجية المتاحة، حيث يفقد ما يقرب من 52,000 شخص حياتهم سنويا في الولايات المتحدة بسبب هذا المرض، يُعتبر  سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكا، وذلك بسبب صعوبة علاجه وقربه من الأعضاء الحيوية مثل الأمعاء الدقيقة، مما يعقد استراتيجيات العلاج ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

 ابتكار جديد: توصيل الدواء عبر الأنف

في تطور مثير، يقود فريق من العلماء، بما في ذلك الكيميائي جيمس تور من جامعة رايس، نهجا جديدا قد يُحدث ثورة في علاج سرطان البنكرياس. يعتمد هذا النهج على إعادة استخدام دواء يُعرف باسم WR-2721 أو أميفوستين، والذي كان يُعطى تقليديا عن طريق الوريد، ومع ذلك طور الباحثون طريقة جديدة لتوصيل هذا الدواء عبر الأنف، مما قد يحسن فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية.

كيف يعمل الدواء؟

تم تطوير أميفوستين في السبعينيات في مركز والتر ريد الطبي، وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام الوريدي. يعمل الدواء على حماية الأنسجة السليمة المحيطة بالأورام أثناء العلاج الإشعاعي، ومع ذلك فإن الآثار الجانبية المرتبطة بالحقن الوريدي، مثل الغثيان وانخفاض ضغط الدم، حدت من قبوله على نطاق واسع بين الأطباء والمرضى.

 نتائج مبشرة في التجارب السريرية

أظهرت الدراسات الأولية التي أجريت على الفئران نتائج واعدة للغاية. فقد نجت جميع الفئران التي تلقت أميفوستين عن طريق الفم مع العلاج الإشعاعي لمدة عشرة أيام، بينما لم تنجو الفئران التي لم تتلق العلاج. بالإضافة إلى ذلك، أدى الجمع بين أميفوستين والعلاج الإشعاعي إلى زيادة وقت البقاء على قيد الحياة بشكل كبير في نموذج ورم البنكرياس، مما يشير إلى إمكانية تحقيق نتائج مماثلة لدى البشر.

 طريقة التوصيل المبتكرة

تعتمد الطريقة الجديدة على استخدام أنبوب أنفي معوي أو قرص فموي مغلف بشكل خاص لتجاوز أحماض المعدة، مما يسمح بتوصيل الدواء مباشرة إلى الاثني عشر، الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. هذا النهج يحمي الخلايا السليمة من التلف الإشعاعي دون التسبب في آثار جانبية جهازية.

 مستقبل واعد لمرضى سرطان البنكرياس

مع اقتراب الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يستعد الفريق البحثي لإطلاق المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية، ستقيم هذه التجارب سلامة وفعالية طريقة التوصيل الأنفي المعوي، مما قد يؤدي إلى تحسين كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان البنكرياس.

أمل جديد لمرضى السرطان

يُعتبر هذا الابتكار خطوة مهمة نحو تحسين علاج سرطان البنكرياس، حيث يوفر أملا جديدا للمرضى الذين يواجهون واحدة من أصعب المعارك ضد السرطان، من خلال حماية الأنسجة السليمة وتمكين العلاج الإشعاعي الأكثر فعالية، قد يصبح هذا النهج قريبًا جزءا أساسيا من ترسانة الأطباء في مكافحة هذا المرض القاتل.