جزيرة سانتوريني اليونانية في حالة طوارئ بعد آلاف الزلازل وتخوف من انفجار بركاني

سرب الزلازل في سانتوريني اليونانية

حالة الطوارئ في سانتوريني بسبب الزلازل المتكررة

أعلنت الحكومة اليونانية مؤخرا حالة الطوارئ في جزيرة سانتوريني، حيث تهز الزلازل الجزيرة عدة مرات يوميا، وأحيانا بفارق دقائق قليلة بين كل هزة وأخرى،

يؤثر "سرب الزلازل" أيضًا على الجزر المجاورة في بحر إيجه، بدأ النشاط الزلزالي تدريجيا في أواخر يناير مع العديد من الزلازل الطفيفة (أقل من 3 درجات)، والتي كانت غالبا غير ملحوظة. ومع بداية فبراير، زادت حدة النشاط الزلزالي، وأصبحت الزلازل أكبر وأكثر تكرارا.

آلاف الزلازل تسجل في الأسبوعين الماضيين

حتى الآن، تم تسجيل عدة آلاف من الزلازل في الأسبوعين الماضيين، حيث بلغ عدد الزلازل التي تزيد قوتها عن 4.0 درجات حوالي 30 زلزالا يوميا، معظمها حدث على عمق أقل من 10 كم، مما جعلها محسوسة من قبل السكان المحليين في الجزر المجاورة.

أدت الزلازل الكبيرة إلى سقوط الصخور على المنحدرات الساحلية للجزيرة، بالإضافة إلى أضرار طفيفة في المباني الضعيفة، وكان أقوى زلزال حتى الآن بقوة 5.1 درجة في 6 فبراير، وقد شعر به السكان في العاصمة أثينا وكذلك في جزيرة كريت وبعض مناطق تركيا على بُعد أكثر من 240 كم.

السياحة في سانتوريني تتوقف بسبب المخاوف من الزلازل

عادةً ما تكون سانتوريني وجهة سياحية شهيرة، لكنها الآن شبه فارغة، خلال الأسبوع الماضي، غادر حوالي 11,000 سائح وسكان الجزيرة خوفا من أن يكون النشاط الزلزالي علامة على ثوران بركاني محتمل.

كيف يحدث "سرب الزلازل"؟

هذه المنطقة ليست غريبة على الزلازل، حيث تعتبر اليونان واحدة من أكثر المناطق الزلزالية في أوروبا، يقع النشاط الزلزالي الحالي بالقرب من جزيرة أنيدروس غير المأهولة، على بعد حوالي 30 كم شمال شرق سانتوريني، هذه المنطقة تقع ضمن القوس البركاني "منطقة الانغمار الهيليني"، حيث ينزلق الصفيحة التكتونية الإفريقية ببطء تحت الصفيحة الأوراسية. تستضيف المنطقة براكينا وعديدا من المناطق الضعيفة في القشرة الأرضية، والمعروفة باسم "الصدوع".

هل النشاط الزلزالي مرتبط بالنشاط البركاني؟

تعتبر سانتوريني نفسها فوهة بركانية مغمورة جزئيا، وتكون الزلازل في بعض الأحيان مرتبطة بالنشاط البركاني، خاصة حركة الصهارة تحت السطح، ومع ذلك لا يقع النشاط الزلزالي الحالي تحت سانتوريني، وقد أفاد العلماء المحليون بعدم وجود تغييرات تشير إلى أن النشاط الزلزالي الحالي هو تمهيد لثوران بركاني آخر، بدلاً من ذلك يبدو أن الزلازل تحدث على صدوع تقع بين سانتوريني وجزيرة أمورغوس المجاورة.

الزلازل قد تكون مجرد "سرب" وليست حادثا منفردا

عادةً ما تحدث الزلازل التكتونية عندما يتم إطلاق التوتر المتراكم في قشرة الأرض فجأة، مما يسبب انقطاعا على صدع ويحرر الطاقة في شكل موجات زلزالية،بعد الزلازل الرئيسية عادة ما تتبعها هزات ارتدادية أصغر تتناقص في الحجم والتكرار مع مرور الوقت، ولكن بعض التسلسلات الزلزالية لا تحتوي على حدث واحد بارز، بل تشمل عدة زلازل ذات أحجام متشابهة تحدث على مدار أيام أو أسابيع أو حتى أشهر، وتعرف هذه التسلسلات باسم "سرب الزلازل".

احتمالية حدوث زلزال أكبر لا تزال قائمة

لا يمكننا التنبؤ بالضبط بما سيحدث نتيجة للنشاط الزلزالي بالقرب من سانتوريني. تشير الملاحظات العالمية إلى أن 5% فقط من الزلازل تكون تمهيدا لزلازل أكبر، ومع ذلك لا يزال من الممكن أن يحدث زلزال أكبر وأكثر ضررا قريبا. على الرغم من أن الزلازل في السرب عادة ما تكون أقل قوة، إلا أن السرب قد يستمر أياما أو أسابيع، أو حتى أشهر، ويمكن أن يتباطأ ثم يعاود التفاقم، مما يسبب قلق السكان المحليين من اهتزازات أرضية متقطعة.