أدت المقامرة الرياضية القانونية إلى أزمة إدمان غير مسبوقة في الولايات المتحدة، حيث شهدت طلبات المساعدة لعلاج إدمان القمار ارتفاعا قياسيا، مع مليارات الدولارات التي يتم المراهنة بها عبر الإنترنت، تحذر الأبحاث الجديدة من أن التدخلات الحالية لا تكفي لاحتواء هذه الأزمة.
النمو الهائل لصناعة المراهنات الرياضية
وفقا لدراسة جديدة نُشرت في JAMA Internal Medicine، ارتفعت المراهنات الرياضية بشكل هائل منذ قرار المحكمة العليا الأمريكية في عام 2018، والذي سمح للولايات بتقنين هذه الأنشطة وتشير البيانات إلى:
ارتفاع عدد الولايات التي تسمح بالمراهنات الرياضية من 1 في 2017 إلى 38 في 2024.
قفز إجمالي الرهانات من 4.9 مليار دولار في 2017 إلى 121.1 مليار دولار في 2023، مع 94% من المراهنات تتم عبر الإنترنت.
المراهنات الرياضية بين التطبيع والإدمان
يقول الخبراء إن المراهنات الرياضية أصبحت جزءا من الثقافة العامة، بفضل الإعلانات المستمرة والترويج على وسائل التواصل الاجتماعي، هذا التطبيع أدى إلى زيادة عدد المقامرين، بمن فيهم من لم يسبق لهم تجربة المقامرة من قبل.
إدمان القمار: أزمة صحية غير مرئية
رغم تصنيف إدمان القمار كاضطراب رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM)، إلا أن الجهود الصحية العامة لا تزال متأخرة، لا توجد مراقبة منهجية لحالات الإدمان، مما يجعل من الصعب قياس مدى خطورة المشكلة.
زيادة البحث عن المساعدة عبر الإنترنت
كشفت الدراسة أن عمليات البحث على الإنترنت عن مصطلحات مثل "هل أنا مدمن قمار؟" زادت بنسبة 23% منذ عام 2018، مع ما يقدر بـ 7.3 مليون عملية بحث عن المساعدة، كما أظهرت البيانات أن الولايات التي سمحت بالمراهنات الرياضية شهدت ارتفاعا كبيرا في طلبات المساعدة مثل:
أوهايو: ارتفاع بنسبة 67%
ماساتشوستس: ارتفاع بنسبة 47%
بنسلفانيا: ارتفاع بنسبة 50%
المراهنات عبر الإنترنت: خطر أكبر من الكازينوهات التقليدية
وجدت الدراسة أن المراهنات عبر الإنترنت تسببت في ارتفاع الإدمان بشكل أكبر من المراهنات في الكازينوهات التقليدية، على سبيل المثال في ولاية بنسلفانيا، زادت طلبات المساعدة بنسبة 61% بعد إطلاق منصات المراهنات عبر الإنترنت، مقارنة بزيادة 33% فقط بعد افتتاح الكازينوهات.
ضرورة التدخل الفوري: حلول مقترحة للحد من الأزمة
يدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الأزمة، من بينها:
زيادة تمويل برامج علاج الإدمان باستخدام عائدات الضرائب على المراهنات الرياضية.
تشديد تنظيم الإعلانات على غرار قيود التبغ والكحول، لمنع استهداف الفئات الضعيفة.
تحسين تدريب الأطباء على تشخيص وعلاج إدمان القمار.
فرض قيود أقوى على المراهنات عبر الإنترنت، مثل حدود الرهان وفترات التوقف الإجباري.
حملات توعية واسعة النطاق لتثقيف الجمهور حول مخاطر الإدمان.
توسيع البحوث والمراقبة لضمان تقييم فعال للسياسات الجديدة.
يحذر الخبراء من أن تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى كارثة صحية مشابهة لما حدث مع صناعات التبغ والأفيونيات. يجب على الحكومات التدخل الآن لمنع المزيد من الأضرار قبل فوات الأوان.